وميكائيل ( عليهما السلام ) : إنّي قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيّكما يؤثر أخاه بتلك الزيادة ؟ فسكتا . فقال - سبحانه - : إهبطا إلى الأرض فاحفظا عليّاً حتّى يصبح فإنّه وقى محمّداً رسولي بنفسه وفداه بمهجته [1] . [ 119 ] ولمّا قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كيف صبرك - يا أبا الحسن - إذا فعلت بك قريش كذا وكذا ، وعدّ عليه ما يلاقي بعده من كيدهم وشرّهم ومكرهم وظلمهم إيّاه وغصبهم حقّه . قال : يا رسول الله ! مع سلامة في ديني ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : مع سلامة في دينك . قال : يا رسول الله ! ليس هذا من مواطن الصبر والبلوى ، بل من مواطن الرضا والبشرى [2] . فانظر - رحمك الله - إلى مقدار جلالة هذا الإمام وعلوّ درجته عند خالقه - تعالى - وتسليمه لقضاء ربّه - عزّ وجلّ - وقدره ، لم يحزنه ما أخبره به الرسول الصادق ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن ربّه ، إذ هو ما ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى : من حكم عدوّه عليه . وإستيثاره بخمسه ، وحقّه وحقّ زوجته ، وخلافته ومنصبه الذي جعله الله له وحرّمه على غيره .
[1] الأمالي للطوسي : 469 المجلس 16 حديث : 37 ، تأويل الآيات : 95 سورة البقرة ، سعد السعود : 216 ، شواهد التنزيل للحسكاني : 1 / 123 سورة البقرة ، الصراط المستقيم : 1 / 174 الفصل السادس في مبيت علي على فراش النبي ، الفضائل : 94 ، كشف الغمة : 1 / 309 في بيان ما نزل من القرآن في شأنه ( عليه السلام ) ، المناقب : 2 / 64 في المسابقة إلى الهجرة . [2] أنظر : الأمالي للصدوق : 93 المجلس 20 حديث : 4 ، تفسير الإمام العسكري : 408 حديث الحدائق حديث : 279 ، روضة الواعظين : 2 / 345 ، عيون الأخبار : 1 / 297 باب 28 حديث : 53 .