responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 6


أنّ صمودهم أمام هذه الراية سيأتي عليهم ويجتث جذورهم حيث كمل الدين وتمّت النعمة ولم تبق ثغرة يمكن أن يتسلل منها الشياطين ويئس الكفار بعد أن نصب الله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وباءت كلّ محاولات إغتيال النبي والقضاء على رسالته وقرآنه الخالد ، فاجتمعت كلمة الكفر على أن يتوغلوا بين صفوف المؤمنين ويؤسسوا خطاً ثالثاً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، فخلطوا الأوراق وأخذوا ضغثاً من هنا وضغثاً من هناك ، وجمعوا - بزعمهم - بين عبادة الله وعبادة إبليس في دين واحد ، ولا يزالون . . .
وهكذا هم اليوم تماماً كما هم بالأمس . . ولربّما قام من هذا الجانب من ينادي بذلك وقام من يسانده من ذاك الجانب ، وزعموا أنّ التنازل عن شيء من عقائدنا والتنازل عن شيء من عقائدهم قد يؤدي إلى رفع الوحشة من خلال إيجاد القاسم المشترك في العقيدة والموقف ، ونسوا أنّهم يؤسسون بذلك طائفة جديدة يرفضها الملتزمون من الطرفين .
ولربما تمسّك البعض بمواقف أهل البيت ( عليهم السلام ) - ولا نشكّ في أنّ مواقفهم حقّ - وزعموا أنّ كلّ ما روي مما يسمونه بالمغالاة في مصنفات كلا الفريقين إنّما هو موضوع لا يمتّ إلى الدين يصلة ! !
ولا أدري ماذا يجاب كلّ هذا الكم الهائل من الروايات والأحاديث التي تجاوزت حدّ التواتر المعنوي - على أقل التقادير - في بيان البراءة واللعن على أعداء الله وأعداء رسوله وأهل بيته ( عليهم السلام ) .
فيما نرى أنّ ثمّة فرق كبير وواضح جداً في مواقف أهل البيت ( عليهم السلام ) بين مواقفهم العقائدية ومواقفهم العملية . . فإنّ الإمام ( عليه السلام ) حينما يكون في مقام بيان العقيدة الحقّة وتحديد الموقف العقيدي من الآخرين ينطق بالشقشقية وزيارة الجامعة الكبيرة وزيارة عاشوراء . . وهذا هو واقع العقيدة الشيعية . . وهذه هي هوية التشيّع . . .
وحينما يكون في مقام بيان الموقف العملي فهو يداري عقول الناس ونفوسهم ويحتاط للمجتمع الإسلامي من كيد المنافقين والكفار والمشركين ، فيجلس في داره ساكتاً عن حقّه خمسة وعشرين سنة .

6

نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست