responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 45


[ 58 ] ما روي عن الصادق ( عليه السلام ) : إنّ الله خلق أرواحنا من علّيّين ولم يجعل لأحد ممّا خلقنا منه نصيباً ، وخلق الله أبداننا من دون ذلك من طينة مخزونة مكنونة تحت العرش ، وخلق أرواح شيعتنا ممّا خلق منه أبداننا ولم يجعل لأحد فيه نصيباً إلاّ الأنبياء ، وخلق أجسادهم من دون ذلك ; ولهذا إنّ أرواحهم تهوي إلينا [1] .
فعلى هذا أرواح الشيعة خلقت ممّا خلقت منه أبدان الأئمّة ( عليهم السلام ) .
[ 59 ] فقد روى الصدوق محمّد بن بابويه بإسناده عن الصادق عن أبيه عن جدّه ( عليهم السلام ) أنّ أمير المؤمنين « صلوات الله عليه » قال : . . لا ينام المسلم وهو جُنب ولا ينام إلاّ على طهور ، فإن لم يجد الماء فليتيمّم بالصعيد ; فإنّ روح المؤمن ترفع إلى الله - تبارك وتعالى - فيقبلها ويبارك عليها ، فإن كان أجلها قد حضر جعلها في مكنون رحمته [2] ، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع اُمنائه من ملائكته فيردّها [3] في جسدها [4] .
فروح المؤمن التي هي قسيم جسد النبي والإمام « صلوات الله عليهما » يعرج بها في الدنيا ، مع مجاورتها للبدن المتلوّث بالذنوب والخطايا ، إلى المحلّ الأعلى فكيف ببدن النبي والإمام المعصوم من كلّ خطأ وزلل مع مجاورته لروحه الشريفة التي خلقت من عليّين بغير مشارك ولا مماثل ، لا سواء ( ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور ) [5] .
ولهذا إنّ روح المؤمن شابهت بدن الحجّة ( عليه السلام ) من حيث أنّها لا يصيبها الكفر ولا الشكّ ولا العصيان في الاعتقاد ، بل عارفة بالحقّ وأهل الحقّ ، معصومة من الخطأ في الاعتقاد الذي هو عملها ، قال الله - تعالى - : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) [6] .



[1] الكافي : 1 / 389 باب خلق أبدان الأئمة . . حديث : 2 ، بصائر الدرجات : 20 باب 10 في خلق أبدان الأئمة . . ، علل الشرائع : 1 / 117 باب 96 علة الطبائع والشهوات حديث : 15 .
[2] في الخصال : « كنوز » .
[3] في الخصال : « فيردّونها » .
[4] الخصال للصدوق : 2 / 612 علّم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أصحابه في مجلس . . . حديث : 10 .
[5] سورة النور : 40 .
[6] الحجر / 42 .

45

نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست