responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 4


والدين عند الله إنّما هو « الحبّ والبغض » وقد أدبنا القرآن على ذلك حيث تجد في كثير من آياته المباركة التصريح بأنّ الله يحبّ هذه الطائفة من البشر ولا يحب تلك ، فهو يحبّ التوّابين ، ويحبّ المتطهّرين ، ويحب المتقين ، ولا يحبّ المعتدين والمفسدين والظالمين . . . ويحبّب الإيمان ويكرّه الكفر والفسوق والعصيان . . ويأمرنا بأن نتولّى قوماً لأنّ الله تولاّهم فيما يأمرنا بالبراءة من آخرين لأنّ الله تبرأ منهم . . .
وعلّمنا منذ اليوم الأول وقبل أن نهبط إلى الأرض أنّ ثمّة عدو ( اهبطوا بعضكم لبعض عدو ) وعلينا أن نحذر منه . . لا نحبه ولا نقربه . . نتباعد عنه ولا نسمح له بالإقتراب منّا ( إنّه لكم عدو مبين ) . . ( إنّ الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) . . .
ولكي نلمس عاقبة التسامح والتهاون في « البراءة » ومجانبة الحزم والعزم في الموقف أمام العدو ، خضنا غمار الابتلاء ، وكانت العاقبة الهبوط إلى الأرض والاستماع إلى خطاب الربّ وهو يذكّرنا مرّة بعد أخرى . . : ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنّه لكم عدو مبين ) .
كما أدبنا القرآن على أنّ الله يعادي من عادى أولياءه وأنبياءه وملائكته ورسله . . ( من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدو للكافرين ) .
وعلينا أيضاً أن نتبرأ ممن عاداه الله . . ( فلمّا تبيّن أنّه عدو لله تبرأ منه . . ) .
وقد وبّخ القرآن من حاد عن سبيل « البراءة » . . . ( أفتتخذونه وذريّته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) .
ويلاحظ مدى اهتمام القرآن بأصل البراءة من خلال تسمية سورة كاملة في القرآن وابتدائها بهذا المفهوم والأصل الأساس في حركة الإنسان وبناء شخصيته العقائدية والاجتماعية والفردية والدنيوية والأخروية .
وكذا هي سيرة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) وما أكثر الشواهد والأدلة على ذلك في الحديث والسيرة ، بل إننا نجد أن لا معنى ولا مفهوم للدين ما لم يتّصف « بالحبّ والبغض » كما ورد في عدد غفير جداً من الروايات حتى عقد لها أكثر من باب في كتب الحديث والرواية . .

4

نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست