responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 197


- أي على هامته - ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَات مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ ) [1] .
وأمّا فاطمة فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ، وهي بضعة منّي ، نور عيني وثمرة فؤادي وروحي التي بين جنبيّ ، وهي الحوراء الإنسيّة ، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها - جلّ جلاله - يزهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض فيقول الله - جلّ وعلا - : يا ملائكتي ! اُنظروا إلى أمتي ، سيّدة إمائي ، قائمة بين يدي ترعد فرائصها من خشيتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، اُشهدكم أنّي قد آمنت شيعتها من النّار ، وإنّي لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأنّي بها وقد دخل بيتها ، وإنتهكت حرمتها ، وغصب حقّها ، ومنع إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقط جنينها وهي تنادي : وامحمّداه ! فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية تذكر انقطاع الوحي عنها [2] مرّة وتذكر فراقي اُخرى ، وتستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تلوت القرآن ، ثمّ ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيّامي عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله - تعالى - بالملائكة فتناديها بما نادت به مريم ابنة عمران : يا فاطمة ! [ إنّ الله إصطفاك وطهّرك وإصطفاك على نساء العالمين ، يا فاطمة ; ] اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الراكعين ، ثمّ يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله - تعالى - إليها مريم [ تمرّضها ] فتؤنسها في علّتها فتقول : يا ربّ ! قد سئمت الحياة وتبرّمت من أهل الدنيا فالحقني بأبي ، فتقدم عَلَيّ محزونة ، مكروبة ، مغمومة ، مغصوبة ، مقتولة ، فأقول : اللّهمّ العن من ظلمها وعاقب من غصبها وأذلّ من أذلّها وخلّد في النّار من ضرب جنبها حتّى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة : آمين .



[1] البقرة / 185 .
[2] في الأمالي وغيره : « عن بيتها »

197

نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست