responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 61


البصر يراه كما يشاء الله ، فإنّ قدرة الله لا تقدّر على عقل ولا يدركها وهم ، لأنّها نفس الذات المقدّسة ، وهي لا يحيط بها علم ، وإنّما هو أمر الله - سبحانه - ( إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) [1] ، ( لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) [2] فقوّة الأنبياء والمحتضرين على رؤية الملائكة ليست بقوّة جسمانيّة يفهمها الإنسان ويحيط علمه بها ، بل هو أمر الله لا يعلّل ولا يأوّل ، بل يجب التسليم فيه لأهل الذكر ( عليهم السلام ) .
[ 77 ] فقد قال الصادق ( عليه السلام ) : إنّما اُمر النّاس بمعرفة إمامهم والردّ إليه والتسليم له [3] .
[ القول بالتفريق بين رؤية الملك ورؤية النبي والوصي ( عليهم السلام ) ] وأمّا قوله ( رحمه الله ) : ولا يجوز مثل ذلك في رسول الله وأميرالمؤمنين ( عليهما السلام ) لاختلاف ما بين أجسامهما وأجسام الملائكة في التركيبات .
فهذا الفرق الذي ذكره ( رحمه الله ) لا يصلح للتعليل ; لما تقدّم في حديث يونس عن الصادق ( عليه السلام ) ، وهو أنّ الإنسان إذا مات صيّر الله روحه في قالب كقالبه الأوّل ، فبه يعرف ويأكل ويشرب ويجالس ويتحدّث ، فلو ساغ الحكم هنا بالعقل دون النقل عن أهل الذكر « صلوات الله عليهم » لرجحنا رؤية المحتضر لمحمّد وعليّ ( عليهما السلام ) على رؤية الملك ; لحديث يونس والقالب للروح وأنّ الله - سبحانه - يسلكها فيه إلى يوم البعث .
فعلى هذا صار الآدمي أولى بالرؤية من الملك ; لكنّا نقول كما قال - سبحانه وتعالى - :
( فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ ) [4] .
وقال - تعالى - : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) [5] .
وقال - تعالى - : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيَما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) [6] .



[1] يس / 82 .
[2] الأنبياء / 23 .
[3] مرّ تخريجه .
[4] النحل / 43 .
[5] النساء / 59 .
[6] النساء / 65 .

61

نام کتاب : المحتضر نویسنده : حسن بن سليمان الحلي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست