ومريم لمّا حبست في الحجرة وغفل عنها زكريّا أيّاماً لم يأتها بغداء ولا عشاء توسّلت بهم فأنزل الله عليها قوتها من عنده ووهبها عيسى وحصّنها من مساس الرجال . وكذلك كلّ نبيٍّ وكلّ وصيٍّ وكلّ مؤمن كان في الدنيا يتوسّل بهم ( عليهم السلام ) فيما أهمّه ودهمه إلى الله - عزّ وجلّ - فينجح الله - تعالى - بهم ( عليهم السلام ) مطالبه . [ دعاء سريع الإجابة للمقاصد الدنيوية والأخروية في باب التوسل بهم ] وحيث وصلنا إلى هذا المكان فلنذكر دعاء سريع الإجابة للمقاصد الدنيويّة والاُخرويّة في باب التوسّل بهم ( عليهم السلام ) ذكره الكليني ( رحمه الله ) في كافيه ، والطوسي ( رحمه الله ) في أماليه بسند متّصل عن محمّد الجعفي عن أبيه قال : كنت كثيراً ما أشتكي عيني ، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) . فقال ( عليه السلام ) : ألا اُعلّمك دعاء لدنياك وآخرتك وتكفى به وجع [1] عينيك ؟ قلت : بلى . قال : قل [2] في دبر الفجر ودبر المغرب : اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد عليك أن تصلّي [3] على محمّد وآل محمّد وأن تجعل [4] النّور في بصري والبصيرة في ديني واليقين في قلبي والإخلاص في عملي والسلامة في نفسي والسعة في رزقي والشكر لك أبداً ما أبقيتني [5] .
[1] في الكافي : « وبلاغاً لوجع عينيك » [2] في الكافي : « تقول » [3] في الكافي : « صلّ » [4] في الكافي : « واجعل » [5] الكافي : 2 / 549 باب الدعاء في أدبار الصلوات . . حديث : 11 ، الأمالي للطوسي : 196 المجلس السابع 36 ، الأمالي للمفيد : 179 المجلس الثاني والعشرون حديث : 9 .