الله - تعالى - به ممّا كسبه الماضون جعله الله لنا في اُمّ الكتاب ، إنّ الله يقول : ( وَمَا مِنْ غَائِبَة فِي السَّماءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَاب مُّبِين ) [1] ويقول : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) [2] ; فنحن الذين اصطفانا الله وأورثنا الكتاب الذي فيه تبيان كلّ شيء [3] . [ الديانة التي من تقدّمها مرق ومن تخلّف عنها محق ومن لزمها لحق ] [ 378 ] وقال محمّد بن سنان : كنت عند أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) فأجريت اختلاف الشيعة . فقال : يا محمّد ! إنّ الله - تعالى - لم يزل متفرّداً بوحدانيّته ، ثمّ خلق محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين « صلوات الله عليهم » فمكثوا ألف دهر ، ثمّ خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوّض اُمورها إليهم ، فهم يحلّون ما يشاؤون ولن يشاؤوا إلاّ ما شاء الله . ثمّ قال ( عليه السلام ) : يا محمّد ! هذه الديانة التي من تقدّمها مرق ، ومن تخلّف عنها محق ، ومن لزمها لحق ; خذها إليك يا محمّد [4] . [ 379 ] وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي ! ما عرف الله - تعالى - إلاّ أنا وأنت ، وما عرفني إلاّ الله وأنت ، وما عرفك إلاّ الله وأنا [5] .
[1] النمل / 75 . [2] النمل / 75 . [3] الكافي : 1 / 226 باب أنّ الأئمة ورثوا علم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حديث : 7 ، بصائر الدرجات : 114 باب 1 حديث : 3 ، تأويل الآيات : 480 سورة يس . [4] الكافي : 1 / 441 باب مولد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووفاته حديث : 5 . [5] تأويل الآيات : 145 سورة النساء .