ثمّ قال - رحمه الله تعالى - : ( غير أنّي أقول فيه أنّ معنى رؤية المحتضر لهما ( عليهما السلام ) هو العلم بثمرة ولايتهما ، و [1] الشكّ فيهما والعداوة لهما ، أو التقصير في حقّهما [2] على اليقين بعلامات يجدها في نفسه [ وأمارات ومشاهدة أحوال ومعاينة مدركات لا يرتاب معها بما ذكرناه ] [3] دون رؤية البصر لأعيانهما ( عليهما السلام ) ومشاهدة النواظر لأجسادهما باتصال الشعاع . [ وقد قال الله - عزّ وجلّ - : ( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) [4] ، وإنّما أراد - جلّ شأنه - بالرؤية ههنا معرفة ثمرة الأعمال على اليقين الذي لا يشوبه ارتياب . وقال : - سبحانه - : ( فمن كان يرجو لقاء ربّه فان أجل الله لآت ) [5] ولقاء الله - تعالى - هو لقاء جزائه على الأعمال ، وعلى هذا القول محققوا النظر من الإمامية ، وقد خالفهم فيه جماعة من حشويتهم ، وزعموا أنّ المحتضر يرى نبيه ووليّه ببصره كما يشاهد المرئيات ، وانّهم يحضران مكانه ويجاورانه بأجسامهما في المكان ] [6] . ثمّ قال ( رحمه الله ) في الكتاب أيضاً : ( القول في رؤية المحتضر الملائكة ( عليهم السلام ) : والقول عندي في ذلك كالقول في رؤيته لرسول الله وأميرالمؤمنين « صلّى الله عليهما » وجائز أن يراهم ببصره بأن يزيد الله - تعالى - في شعاعه ما يدرك به أجسامهم الشفافة الرقيقة ، ولا يجوز مثل ذلك في رسول الله وأميرالمؤمنين « صلوات الله عليهما وسلامه » ، لاختلاف ما بين أجسامهم وأجسام الملائكة في التركيبات . . . ) [7] . [ أمر ليس فيه ترخيص ولا عنه محيص ] يقول عبد الله الحسن بن سليمان بن محمّد : عذري عند إخواني المؤمنين في ذكري
[1] في المصدر : « أو » . [2] في المصدر : « في حقوقهما » . [3] الزيادة من المصدر . [4] سورة الزلزلة : 7 - 8 . [5] سورة العنكبوت : 5 . [6] الزيادة من المصدر . [7] أوائل المقالات : 75 تحقيق إبراهيم الأنصاري الزنجاني ، ط دار المفيد - بيروت .