حارثة - فأنتما والله فيما تزعمان من نبي ثان من بعده في أمر ملتبس والجامعة تحكم في ذلك بيننا ! . السيد والعاقب - اجل ان ذلك لمن أكبر اماراته عندنا . فتنادى الناس من ( في ) كل ناحية الجامعة يا أبا حارثة الجامعة وذلك لما مسهم في طول محاورة الثلاثة من السآمة والملل وظن القوم مع ذلك أن الفلج ( الفلح ) لصاحبيهما بما كانا يدعيان في تلك المجالس من ذلك ، فاقبل أبو حارثة إلى علج " 1 " واقف منه أمما فقال امض يا غلام فات بها فجاء بالجامعة يحملها على رأسه وهو لا يكاد يتماسك بها لثقلها - قال - يعني الراوي - فحدثني رجل صدق من النجرانية ممن كان يلزم السيد والعاقب ويخف لهما في بعض أمورهما ويطلع على كثير من شأنهما - لما حضرت الجامعة بلغ ذلك من السيد والعاقب كل مبلغ لعلمهما بما يهجمان عليه في تصفحها من دلائل رسول الله وصفته ، وذكر أهل بيته وأزواجه وذريته ، وما يحدث في أمته وأصحابه ، من بوائق الأمور من بعده إلى فناء الدنيا وانقطاعها فاقبل أحدهما على صاحبه فقال هذا يوم ما بورك لنا في طلوع شمسه ، لقد شهدته أجسامنا وغابت عنه آراؤنا بحضور صغاتنا وسفلتنا ، ولقل ما شهد سفهاء قوم مجمعة الا كانت لهم الغلبة قال الآخر فهم شر غالب لمن غلب ، ان أحدهم ليفيق بأدنى كلمة ، ويفسد في بعض ساعته مالا يستطيع الأسى الحليم " 2 " له رتقا ولا الخولي النفيس اصلاحا " 3 " في حول
" 1 " العلج الرجل الضخم من كفار العجم وقيل الكافر مطلقا . " 2 " الأسى الطبيب " 3 " الخولي الراعي الصالح .