responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليني والكافي نویسنده : الشيخ عبد الرسول الغفار    جلد : 1  صفحه : 330


أما توحيده في الذات فقد عرفت أنه سبحانه ، واحد أحد ، فرد صمد ، ليس كمثله شئ ، كان موجودا منذ القدم فهو قديم ، وأن وجوده واجب لا محالة ، وشريكه ممتنع وجوبا لا محالة ، لأنه لا يصلح للكون أن يكون فيه اله غيره " لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا " [1] ، لا تدركه الابصار ، ولا يستطيع المخلوق أن يصل إلى كنهه ، فمهما كان ذهن الانسان له من القابلية والقدرة والاستعداد لا يصل إلى ما يريده من تصور ذاته ، وعلو الهمم لا يمكن أن تدركه ، قد عرفناه قديما منذ الأزل ، لأنه لم يكن مسبوقا بالغير ، كما أنه سبحانه لم يكن مسبوقا بالعدم ، ولهذا كان واجب الوجود وهو سبحانه .
وأما توحيده في الصفات فنقول : لما كانت معرفته أساس الطاعة والعبادة فما لم يعرف لا يمكن أن يطاع ، ولا تتم معرفته إلا بإذعان العبد بوجوب وجوده ، ولا يكون هذا الاذعان ما لم يؤمن العبد بوحدانيته ، أي لا شريك له ، لان الواجب لا يتعدد ، وقد تم الدليل . عليه بصورة مجملة ، وكمال هذا التوحيد لا يتم إلا بالاخلاص له ، ومن جملة الاخلاص هو نفي الصفات الزائدة عنه ، فصفاته عين ذاته ، فعلمه ، وقدرته ، وإرادته ، وسمعه وبصره . . . كلها موجودة بوجود ذاته الأحدية ، وذاته جامعة ومستوعبة لها ، وهي عينها ، وليست زائد على الذات خارجة عنها ، كما أن صفاته الذاتية من القدرة والاختيار والعلم والحياة ليس لها حد معين ينتهي إليه ويقف عنده ، كما هو الحال بالنسبة للمخلوقات التي يعتريها التغير ، أو توصف بالزيادة والنقصان ، فقدرته لا توصف بالقوة والضعف ، وكذا علمه لا يوصف بالزيادة والنقصان ، فقدرته من حيث الوجود حياته ، وحياته قدرته ، فهو قادر من حيث هو حي ، وحي من حيث هو قادر ، وصفاته عين ذاته ، وهي أزلية ليس لها



[1] الأنبياء : 22 .

330

نام کتاب : الكليني والكافي نویسنده : الشيخ عبد الرسول الغفار    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست