نام کتاب : القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع نویسنده : شيخ الشريعة الإصبهاني جلد : 1 صفحه : 79
قلت ذلك الكلام لأنه خوض في صفات الله ولا ينبغي الاّ للضرورة ولكني قلت : أفعال العباد مخلوقة وهو قاعدة مغنية عن التخصيص في هذه المسألة بالذكر ، فان كل عاقل يعلم أن لفظنا من جملة أفعالنا وأفعالنا مخلوقة ، ولقد أفصح بهذا المعنى في رواية أخرى صحيحة عنه ، رواها حاتم بن أحمد الكيدري ، فقال : سمعت مسلم بن الحجاج إلى آخر ما تقدم في كلام ابن حجر ( 1 ) . أقول : وفساد هذه الوجوه مما لا يخفى على ذي مسكة . أما الأول : قلنا : فإنه تصريح ما حكى عن الذهلي أنه قال : من ذهب إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه ، فإنه لا يحضر مجلسه الاّ من كان على مذهبه ، وهل يمكن صرف هذا الكلام إلى ما هجر به السبكي ؟ مضافاً إلى ما هو صريح سائر الكلمات المتقدمة المنقولة عن الذهلي من تضليل البخاري والحكم بأنه مبتدع والنهي عن الحضور عنده وغير ذلك ، وكذا ما تقدم منه سابقاً من استناده إلى ما كتبوا اليه من بغداد . وأما الثاني : ففيه أولاً : أنه ينافي ظاهر ما حكى عن الذهلي من ترويجه للبخاري وأمر الناس باستقباله عند قدومه ، ثم أمرهم بالسماع منه ووصفه بالرجل الصالح ، ونهيه الناس عن السؤال منه في الكلام ، لئلا يقع بينه وبين معاشرته معه بأحسن ما يكون ، حتى ظهر من البخاري ما ظهر . وكتبوا إلى الذهلي من بغداد ما كتبوا ; ولو كان الذهلي حسوداً لما وقع منه بعض هذا الأمور ! بل كان يأمر بالسؤال عنه في الكلام حتى لا يقبل أحد اليه مع أنه نهى عن ذلك ، وقال : لا تسألوا عنه في الكلام كما تقدم ، مضافاً إلى ما ذكروا
1 . طبقات الشافعية 2 : 228 .
79
نام کتاب : القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع نویسنده : شيخ الشريعة الإصبهاني جلد : 1 صفحه : 79