responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 281


في اللفظ واتفاق في المعنى ، جماعة كثيرة من حملة الآثار .
وهو يدل على أن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان مكلفا عارفا في تلك الحال بتوقفه واستدلاله وتميزه بين مشورة أبيه وبين الإقدام على القبول والطاعة للرسول ( ص ) من غير فكرة ولا تأمل ، ثم خوفه إن ألقى ذلك إلى أبيه أن يمنعه منه مع أنه حق فيكون قد صد عن الحق فعدل عن ذلك إلى القبول وعلم من النبي ( ص ) مع أمانته وما كان يعرفه من صدقه في مقاله وما سمعه من القرآن الذي نزل عليه وأراه الله من برهانه أنه رسول محق فآمن به وصدقه ، وهذا بعد أن ميز بين الأمانة وغيرها وعرف حقها وكره أن يفشي سر رسول الله ( ص ) وقد ائتمنه عليه وهذا لا يقع اتفاقا من صبي لا عقل له ولا يحصل ممن لا تمييز معه .
ويؤيد أيضا ما ذكرناه أن النبي ( ص ) بدأ به في الدعوة قبل الذكور كلهم وإنما أرسله الله تعالى إلى المكلفين ، فلو لم يعلم أنه - عليه السلام - عاقل مكلف لما افتتح به أداء رسالته وقدمه في الدعوة على جميع من بعث إليه لأنه لو كان الأمر على ما ادعته الناصبة لكان قد عدل عن الأولى وتشاغل بما لم يكلفه عن أداء ما كلفه ووضع فعله في غير موضعه ورسول الله ( ص ) عن ذلك .
وشئ آخر وهو أنه دعا عليا - عليه السلام - في حال كان مستترا فيها بدينه كاتما لأمره خائفا إن شاع من عدوه ، فلا يخلو أن يكون قد كان واثقا من أمير المؤمنين - عليه السلام - بكتم سره وحفظ وصيته وامتثال أمره وحمله من الدين ما حمله ، أولم يكن واثقا بذلك ، فإن كان واثقا فلم يثق به - عليه السلام - إلا وهو في نهاية كمال العقل وعلى غاية الأمانة وصلاح السريرة والعصمة والحكمة وحسن التدبير لأن الثقة بما وصفناه دليل على جميع ما شرحناه على الحال التي قدمنا شرحها ، وإن كان غير واثق من أمير المؤمنين - عليه السلام - بحفظ سر وغير آمن من تضييعه وإذاعة أمره

281

نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست