نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 228
وكذبا فيه على الواضح من البيان . وذلك أن أمير المؤمنين - عليه السلام - لم يدع الناس إلى بيعته وإنما جاءوه فيها على الاختيار وألزموه قبول أمرهم ، وكان أول من صفق على يده بالاتفاق طلحة بن عبيد الله ، والدلالة على ذلك ما أجمع عليه رواة الآثار من قول الأسدي ، وقد رأى يد طلحة أول يد صفقت على يد أمير المؤمنين - عليه السلام - ، فقال : إنا لله ، أول يد صفقت على يد أمير المؤمنين يد شلاء يوشك أن لا يتم هذا الأمر فكيف يكون طلحة مكرها وهو أول من صفق على يده بالبيعة ؟ ويكشف أيضا عن ذلك قول أمير المؤمنين - عليه السلام - في خطبته التي هي أشهر من خطبه كلها وقد ذكر بيعته ، فقال : " فتداك الناس علي كتداك الإبل على حياضها حتى وطئ الحسنان وشقت أعطافي وقيل لي إن لم تجبنا إلى البيعة ألحقناك بابن عفان " ولا خلاف أن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان عند قتل عثمان مستتر عن جمهور الناس فلما قتل عثمان ، تلوذ بحيطان المدينة مخافة أن يقال إنه رغب في الأمر حتى مضى الناس إليه طوعا . وكيف يكون طلحة والزبير مكرهين والعامة تروي أنه قال لهما : " امددا أيديكما أبايعكما فإنني أكون لكما وزيرا خير من أن أكون لكما أميرا " . وأما طلبهما الشورى فليس ذلك لهما وقد تمت إمامته وانعقدت بيعته بالمهاجرين والأنصار وبهما أنفسهما ، هذا على التسليم للمخالفين أن إمامته كانت باختيار دون النص عليها والدلالة على وجوبها . وقوله : إنه قتل عثمان وكان سدى ذلك ولحمته وقاتل عثمان لا يكون للناس إماما ، فقد علم كل من سمع الأخبار أن أمير المؤمنين - عليه السلام - لم يحضر قتل عثمان وقد كان أنفذ إليه بابنه الحسن - عليه السلام - لما منعوه الماء ليسقيه ، وأن الذي تولي
228
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 228