نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 125
ذكرناه ، دليل على صحة ما وصفناه . قال الشيخ أدام الله عزه : وقد تعلق القوم في تأويل قول النبي ( ص ) " إنكن لصويحبات يوسف " بشئ يدل على جهلهم ، فقالوا : إن لهذا القول من النبي ( ص ) سببا معروفا وهو أنه ( ص ) قال : قدموا أبا بكر ، فقالت عائشة : يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف فإن قام مقامك لم يملك العبرة فمر عمر أن يصلي بالناس . فقال النبي ( ص ) لها عند خلافها عليه : " إنكن لصويحبات يوسف " . وقد كان اعترض علي بهذا الكلام شيخ من مشايخ أهل الحديث واعتمده . فقلت له : أول ما في هذا الباب أنك قد اعترفت بخلاف عائشة للنبي ( ص ) وردها عليه أمره حتى أنكر عليها ذلك ، وفي الاعتراف به شهادة منك عليها بالمعصية لله عز وعلا ولرسوله وهذا أعظم مما تنكرونه على الشيعة من شهادتهم عليها بالمعصية بعد النبي ( ص ) عند محاربتها لأمير المؤمنين - عليه السلام - . والثاني أنه لا خلاف أن النبي ( ص ) كان من أحكم الحكماء وأفصح الفصحاء ولم يكن يشبه الشئ بخلافه ويمثله بضده وإنما كان يضع المثل في موضعه فلا يخرم مما مثله به في معناه شيئا ، ونحن نعلم أن صويحبات يوسف إنما عصين الله وخالفنه بأن أرادت كل واحدة منهن من يوسف - عليه السلام - ما أرادته الأخرى وفتنت به كما فتنت به صاحبتها ، وبذلك نطق القرآن قال الله جل وعلا : * ( فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم * قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين ) * [1] . فلو كانت عائشة دفعت الأمر عن أبيها ولم ترد شرف ذلك المقام له ولم