نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 97
النبي ( ص ) . فقال له السائل : وما الدليل على صحة هذا الخبر ؟ وما أنكرت أن يكون غير معتمد لأنه إنما رواه أنس بن مالك وحده ، وأخبار الآحاد ليست بحجة فيما يقطع على الله تعالى بصوابه . فقال الشيخ أدام الله عزه : هذا الخبر وإن كان من أخبار الآحاد على ما ذكرت من أن أنس بن مالك رواه وحده ، فإن الأمة بأجمعها قد تلقته بالقبول ولم يرووا أن أحدا رده على أنس ولا أنكر صحته عند روايته ، فصار الاجماع عليه هو الحجة في صوابه ولم يخل ببرهانه كونه من أخبار الآحاد كما شرحناه . مع أن التواتر قد ورد بأن أمير المؤمنين - عليه السلام - احتج به في مناقبه يوم الدار فقال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله ( ص ) : " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر " فجاء أحد غيري ؟ فقالوا : اللهم لا ، فقال اللهم اشهد فاعترف القوم بصحته ولم يك أمير المؤمنين - عليه السلام - بالذي يحتج بباطل لا سيما وهو في مقام المنازعة والتوسل بفضائله إلى أعلى الرتب التي هي الإمامة والخلافة للرسول ( ص ) وإحاطة علمه بأن الحاضرين معه في الشورى يريدون الأمر دونه مع قول النبي ( ص ) : " علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار " وإذا كان الأمر على ما وصفناه دل على صحة الخبر حسبما بيناه . فاعترض بعض المجبرة فقال . إن احتجاج الشيعة برواية أنس من أطرف الأشياء ، وذلك أنهم يعتقدون تفسيق أنس بل تكفيره ، ويقولون : إنه كتم الشهادة في النص حتى دعا عليه أمير المؤمنين - عليه السلام - ببلاء لا تواريه الثياب فبرص على كبر السن فمات وهو أبرص ، فكيف يجوز بأن يستشهد برواية الكافرين ؟ فقالت المعتزلة : قد أسقط هذا الكلام الرجل ولم يجعل الحجة في الرواية
97
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 97