نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 74
فصل وأخبرني الشيخ أدام الله عزه أيضا مرسلا قال : مر فضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة وهو في جمع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه ، فقال لصاحب كان معه : والله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة ، فقال صاحبه : إن أبا حنيفة ممن قد علمت حاله ومنزلته وظهرت حجته ، فقال : مه هل رأيت حجة كافر علت على مؤمن ، ثم دنا منه فسلم عليه فرد ورد القوم بأجمعهم السلام . فقال : يا أبا حنيفة رحمك الله إن لي أخا يقول : إن خير الناس بعد رسول الله ( ص ) علي بن أبي طالب وأنا أقول : إن أبا بكر خير الناس بعد رسول الله ( ص ) وبعده عمر فما تقول أنت رحمك الله ؟ فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال : كفى بمكانهما من رسول الله كرما وفخرا أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره فأي حجة أوضح لك من هذه ؟ فقال له فضال : إني قد قلت ذلك لأخي ، فقال . والله لئن كان الموضع لرسول الله يردونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق ، وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله ( ص ) لقد أساءا وما أحسنا إليه إذ رجعا في هبتهما ونكثا عهدهما . فأطرق أبو حنيفة ساعة ، ثم قال قل له : لم يكن لهما ولا له خاصة ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما ، فقال له فضال : قد قلت له ذلك ، فقال : أنت تعلم أن النبي ( ص ) مات عن تسع حشايا فنظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك ، وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول الله ( ص ) وفاطمة ابنته تمنع الميراث ؟ فقال أبو حنيفة : يا قوم نحوه عني فإنه والله رافضي خبيث .
74
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 74