نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 50
لم يختصما في الحقيقة ولا اختلفا في الحكم وإنما أظهرا ذلك لينبها داود - عليه السلام - على الخطيئة ويعرفاه الحكم ويوقفاه عليه . قال : فقلت له : كذلك علي - عليه السلام - والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما في الحقيقة وإنما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على خطئه ويدلاه على ظلمه لهما في الميراث ، ولم يكونا في ريب من أمرهما وإنما كان ذلك منهما على حد ما كان من الملكين فلم يحر جوابا واستحسن ذلك الرشيد . فصل وأخبرني الشيخ أدام الله عزه أيضا قال : أحب الرشيد أن يسمع كلام هشام ابن الحكم مع الخوارج فأمره بإحضاره وإحضار عبد الله بن يزيد الأباضي وجلس بحيث يسمع كلامهما ولا يرى القوم شخصه ، وكان بالحضرة يحيى بن خالد . فقال يحيى لعبد الله بن يزيد : سل أبا محمد - يعني هشاما - عن شئ . فقال هشام : إنه لا مسألة للخوارج علينا . فقال عبد الله بن يزيد : وكيف ذلك ؟ فقال هشام : لأنكم قوم قد اجتمعتم معنا على ولاية رجل وتعديله والاقرار بإمامته وفضله ثم فارقتمونا في عداوته والبراءة منه فنحن على اجتماعنا وشهادتكم لنا ، وخلافكم علينا غير قادح في مذهبنا ، ودعواكم غير مقبولة علينا إذ الاختلاف لا يقابل الاتفاق وشهادة الخصم لخصمه مقبولة وشهادته عليه مردودة . فقال يحيى بن خالد : لقد قربت قطعه يا أبا محمد ولكن جاره شيئا فإن أمير المؤمنين أطال الله بقاه يحب ذلك . قال : فقال هشام : أنا أفعل ذلك غير أن الكلام ربما انتهى إلى حد يغمض ويدق على الأفهام فيعاند أحد الخصمين أو يشتبه عليه ، فإن أحب الإنصاف فليجعل بيني وبينه واسطة عدلا إن خرجت من الطريق ردني إليه وإن جار في حكمه شهد عليه . فقال عبد الله بن يزيد : لقد دعا
50
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 50