نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 322
فصل وأما الفرقة القائلة بحياة أبي محمد - عليه السلام - ، فإنه يقال لها : ما الفصل بينك وبين الواقفة والناووسية فلا يجدون فصلا ، وأما الفرقة الأخرى التي زعمت أن أبا محمد - عليه السلام - عاش من بعد موته وهو المنتظر فإنه يقال لها : إذا جاز أن تخلو الدنيا من إمام حي يوما فلم لا يجوز أن تخلو منه سنة وما الفرق بين ذلك وبين أن تخلو أبدا من الإمام ، وهذا خروج عن مذهب الإمامية وقول بمذهب الخوارج والمعتزلة ، ومن صار إليه من الشيعة كلم بكلام الناصبة ودل على وجوب الإمامة . ثم يقال لهم : ما أنكرتم أن يكون الحسن - عليه السلام - ميتا لا محالة ولم يعش بعد وسيعيش ، وهذا نقض مذاهبهم فأما ما اعتلوا به من أن القائم إنما سمي بذلك لأنه يقوم بعد الموت ، فإنه يحتمل أن يكون المراد به بعد موت ذكره دون أن يكون المراد به موته في الحقيقة بعدم الحياة منه ، على أنهم لا يجدون بهذا الاعتلال بينهم وبين الكيسانية فرقا . مع أن الرواية قد جاءت بأن القائم إنما سمي بذلك لأنه يقوم بدين قد اندرس ويظهر بحق كان مخفيا ويقوم بالحق من غير تقية تعتريه في شئ منه ، وهذا يسقط ما ادعوه . وأما الفرقة التي زعمت أن جعفر بن علي هو الإمام بعد أخيه الحسن - عليه السلام - فإنهم صاروا إلى ذلك من طريق الظن والتوهم ولم يوردوا خبرا ولا أثرا يجب النظر فيه ، ولا فصل بين هؤلاء القوم وبين من ادعى الإمامة بعد الحسن - عليه السلام - لبعض الطالبيين واعتمد على الدعوى المتعرية من برهان .
322
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 322