نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 118
فصل ومن حكايات الشيخ أدام الله عزه ، قال : سئل أبو محمد الفضل بن شاذان النيشابوري رحمه الله قيل له : ما الدليل على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؟ فقال : الدليل على ذلك من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه ( ص ) ومن إجماع المسلمين ، فأما كتاب الله سبحانه وتعالى قوله عز وجل : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * [1] فدعانا سبحانه وتعالى إلى إطاعة أولي الأمر كما دعانا إلى طاعة نفسه وطاعة رسوله ( ص ) فاحتجنا إلى معرفة أولي الأمر كما وجبت علينا معرفة الله ومعرفة رسوله ( ص ) ، فنظرنا في أقاويل الأمة فوجدناهم قد اختلفوا في أولي الأمر وأجمعوا في الآية على ما يوجب كونها في علي بن أبي طالب - عليه السلام - . فقال بعضهم : أولوا الأمر هم أمراء السرايا ، وقال بعضهم : هم العلماء ، وقال بعضهم : هم القوام على الناس ، والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر وقال بعضهم : هم علي بن أبي طالب والأئمة من ذريته - عليهم السلام - ، فسألنا الفرقة الأولى فقلنا لهم : أليس علي بن أبي طالب من أمراء السرايا ؟ فقالوا : بلى فقلنا للثانية : ألم يكن علي - عليه السلام - من العلماء ؟ قالوا : بلى . وقلنا للثالثة : أليس علي - عليه السلام - قد كان من القوام على الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ فقالوا : بلى ، فصار أمير المؤمنين - عليه السلام - معنيا بالآية باتفاق الأمة وإجماعها ، وتيقنا ذلك بإقرار المخالف لنا في إمامته - عليه السلام - والموافق عليها ، فوجب أن يكون