نام کتاب : الفصول العشرة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 83
معناه . وليس يمكن أن يخرج عن عادة أزماننا هذه غيبة بشر لله تعالى ، في استتاره تدبير لمصالح خلقه لا يعلمها إلا هو ، وامتحان لهم بذلك في عبادته ، مع أنا لم نحط علما بأن كل غائب عن [1] الخلق مستترا [2] بأمر دينه لأمر يؤمه [3] عنهم - كما ادعاه الخصوم - يعرف جماعة من الناس مكانه ويخبرون عن مستقره . وكم ولي لله [4] تعالى ، يقطع الأرض بعبادة ربه تعالى والتفرد من الظالمين بعمله ، ونأى بذلك عن دار المجرمين وتبعد بدينه عن محل الفاسقين ، لا يعرف أحد من الخلق له مكانا ولا يدعي إنسان له لقاء ولا معه اجتماعا . وهو الخضر عليه السلام ، موجود قبل زمان موسى عليه السلام إلى وقتنا هذا ، بإجماع أهل النقل واتفاق أصحاب السير والأخبار ، سائحا في الأرض ، لا يعرف له أحد مستقرا ولا يدعي له اصطحابا ، إلا ما جاء في القرآن به من قصته مع موسى عليه السلام [5] ، وما يذكره بعض الناس من أنه يظهر أحيانا ولا يعرف ، ويظن بعض من رآه [6] أنه بعض الزهاد فإذا فارق مكانه توهمه المسمى بالخضر ، وإن لم يكن يعرف بعينه في الحال ولا
[1] ع . ل . ر : من . [2] ط : مستتر . [3] ع . ر . ل . س : يامه . ومعنى يؤمه : يقصده . اللسان 12 : 122 مم . [4] ط : وثم ولي الله . [5] الكهف 18 : 65 - 82 . وراجع : كمال الدين 2 : 385 - 393 . [6] ل : وبظن بعض رآه ، ط : ويظن بعض الناس رآه .
83
نام کتاب : الفصول العشرة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 83