نام کتاب : الفرج بعد الشدة نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 58
الكوفي إلى واسط ولا أفلح * حدثني غير واحد من الكتاب عمن سمع أبا علي بن مقلة لما عاد من فارس وزيرا يتحدث قال : من طريف ما أتفق في نكبتي هذه التي أدتني إلى الوزارة أنى أصبحت وأنا محبوس مقيد في حجرة من دار ياقوت أمير فارس ، وقد لحقني من الإياس من الفرج وضيق الصدر بها من أقنطني وكاد يغلب على عقلي ، وكنت أنا وفلان محبوسين مقيدين في بيت واحد من الحجرة إلا أنا على سبيل ترفيه واكرام . فدخل علينا كاتب لياقوت كان كثيرا ما يجيئنا برسالته . فقال الأمير يقرأ عليكما السلام ويعرف أخباركما ، ويعرض عليكما قضاء أي حاجة كانت لكما . فقلت له : تقرأ على الأمير السلام وتقول له : قد ضاق والله صدري ، واشتهيت أن أشرب على غناء طيب ، فان جاز أن يسامحنا بذلك سرا فيتخذ به عندنا منة وبرا تفضل بذلك . قال : والمحبوس معي يخاصمني ويقول يا هذا : والله ما في قلوبنا فضل لهذا . فقلت للكاتب أعد عنى ما قلت لك . قال : السمع والطاعة ومضى ثم جاء وقال : الأمير يقول لك حبا وكرامة لك وعزازة أي وقت شئت فقلت الساعة ، فلم يمض إلا ساعة حتى جاؤوا بالطعام فأكلنا والمشام والفاكهة والنبيذ وصفف المجلس فجلست والمحبوس معي مقيدا ، وقلت له تعال حتى نشرب ونتفاءل بأول صوت يغنى به لنا في هذه الساعة في سرعة الفرج مما نحن فيه فلعله يصح الفأل ، فقال : أما أنا فلا أشرب فلم أزل أرفق به حتى شرب وجاءت المغنية فكان أول صوت غنته شعر : قواعد للبين الخليط لينبوا * وقالوا لراعي الذود موعدك السبت ولكنهم بانوا ولم أدر بغتة * وأفظع شئ حين يفجؤك البغت فقال لي : ما هذا مما يتفاءل به ، وأي معنى فيه يدل على فرجنا ؟ فقلت : ما هو إلا فأل مبارك ، ولعل الله أن يفرق بيننا وبين هذه الحال التي نحن فيها بالفرج والصلاح يوم السبت . قال وشربنا يومنا وسكرنا وانصرفت المغنية ومضت بقية أيام ذلك الأسبوع . فلما كان يوم السبت لم يمض من النهار إلا دون ساعتين فإذا بياقوت قد دخل علينا فجأة فارتعنا وقمت إليه فقال أيها الوزير : الله الله في واقبل
58
نام کتاب : الفرج بعد الشدة نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 58