responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغيبة نویسنده : ابن أبي زينب النعماني    جلد : 1  صفحه : 253


فتأملوا بعد هذا ما يدعيه المبطلون ، وتفتخر به الطائفة البائنة ( [1] ) المبتدعة من أن الذي هذا وصفه وهذه حاله ومنزلته من الله جل وعز ، هو صاحبهم ومن الذي يدعون له فإنه بحيث هو في أربعمائة ألف عنان ( [2] ) ، وأن في داره أربعة آلاف خادم رومي وصقالبي ( [3] ) ، وانظروا هل سمعتم أو رأيتم أو بلغكم عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعن الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) أن القائم بالحق هذه صفته التي يوصفونه بها ؟
وإنه يظهر ويقوم بعد ظهوره بحيث هو في هذه السنين الطويلة ( [4] ) وهو في هذه العدة العظيمة يناقفه أبو يزيد الأموي ، فمرة يظهر عليه ويهزمه ، ومرة يظهر هو على أبي يزيد ، ويقيم بعد ظهوره وقوته وانتشار أمره بالمغرب ، والدنيا على ما هي عليه ؟
فإنكم تعلمون بعقولكم إذا سلمت من الدخل ، وتمييزكم إذا صفا من الهوى ، إن الله قد أبعد من هذه حاله عن أن يكون القائم لله بحقه ، والناصر لدينه ، والخليفة في أرضه ، والمجدد لشريعة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ، نعوذ بالله من العمى والبكم والحيرة والصمم ، فإن هذه لصفة مباينة لصفة خليفة الرحمن ، الظاهر على جميع الأديان ، والمنصور على الإنس والجان ، المخصوص بالعلم والبيان ، وحفظ علوم القرآن والفرقان ، ومعرفة التنزيل والتأويل ، والمحكم والمتشابه ، والخاص والعام ، والظاهر والباطن ، وسائر معاني القرآن الكريم وتفاسيره وتصاريفه ، ودقائق علومه ، وغوامض أسراره ، وعظام أسماء الله التي فيه ، ومن يقول جعفر بن محمد



[1] أي البعيدة عن الحق .
[2] أي أن هذا الذي يدعون أنه القائم كان في أربعمائة ألف فارس وأربعة آلاف خادم ، وهي صفة مغايرة لما وصف به جنود القائم ( عليه السلام ) وأصحابه .
[3] الصقالبة : جيل من الناس حمر الألوان صهب الشعور ، بلادهم تتاخم بلاد الخزر في أعالي جبال الروم .
[4] أي نحو 40 سنة .

253

نام کتاب : الغيبة نویسنده : ابن أبي زينب النعماني    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست