شيخا كبيرا " ( [1] ) . 44 - حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثني عمر بن طرخان ، قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال : " القائم من ولدي يعمر عمر الخليل عشرين ومائة سنة ، يدرى به ، ثم يغيب غيبة في الدهر ويظهر في صورة شاب موفق ابن اثني وثلاثين سنة ، حتى ترجع عنه طائفة من الناس ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا " ( [2] ) . إن في قول أبي عبد الله ( عليه السلام ) هذا لمعتبرا ومزدجرا عن العمى والشك والارتياب ، وتنبيها للساهي الغافل ، ودلالة للمتلدد الحيران ، أليس فيما قد ذكروا بين من مقدار العمر والحال التي يظهر القائم ( عليه السلام ) عليها عند ظهوره بصورة الفتى والشاب ما فيه كفاية لأولي الألباب ، وما ينبغي لعاقل ذي بصيرة أن يطول عليه الأمد ، وأن يستعجل أمر الله قبل أوانه وحضور أيامه بلا تغيير ، ولذكرا للوقت الذي ذكر أنه يظهر فيه مع انقضائه ، فإن قولهم ( عليهم السلام ) الذي يروى عنهم في الوقت إنما هو على جهة التسكين للشيعة والتقريب للأمر عليها إذ كانوا قد قالوا : " إنا لا نوقت ، ومن روى لكم عنا توقيتا فلا تصدقوه ، ولا تهابوا أن تكذبوه ، ولا تعملوا عليه " ، وإنما شأن المؤمنين أن يدينوا الله بالتسليم لكل ما يأتي عن الأئمة ( عليهم السلام ) ، وكانوا أعلم بما قالوا ، لأن من سلم لأمرهم وتيقن أنه الحق سعد به ،