والمشكلات ، وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرمت مدتها ( [1] ) . والغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط للأمر الذي يريده الله تعالى ، والتدبير الذي يمضيه في الخلق ، ولوقوع التمحيص والامتحان والبلبلة والغربلة والتصفية على من يدعي هذا الأمر ، كما قال الله عز وجل : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) ( [2] ) ، وهذا زمان ذلك قد حضر ، جعلنا الله فيه من الثابتين على الحق ، وممن لا يخرج في غربال الفتنة ، فهذا معنى قولنا ( [3] ) : " له غيبتان " ، ونحن في الأخيرة نسأل الله أن يقرب فرج أوليائه منها ، ويجعلنا في حيز خيرته ، وجملة التابعين لصفوته ، ومن خيار من ارتضاه وانتجبه لنصرة وليه وخليفته ، فإنه ولي الإحسان ، جواد منان . 10 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم ، قال : حدثنا عبيس بن هشام ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أحمد بن الحارث ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : " إن لصاحب هذا الأمر غيبة يقول فيها : ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين ) ( [4] ) " ( [5] ) . 11 - حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثني جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثني الحسن بن محمد بن سماعة ، قال : حدثني أحمد بن الحارث الأنماطي ، عن المفضل
[1] يدل هذا على أن تأليف الكتاب كان بعد وفاة علي بن محمد السمري ، وذلك في شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة . [2] سورة آل عمران : 179 . [3] كذا ، والأصوب : قوله . [4] سورة الشعراء : 21 . [5] إثبات الهداة : 3 / 535 ، ح 477 . حلية الأبرار : 2 / 594 . بحار الأنوار : 52 / 157 ، ح 19 وص 292 ، ح 39 . معجم أحاديث الإمام المهدي ( عليه السلام ) : 5 / 304 ، ح 1735 .