لشوك القتاد ( [1] ) بيده ، ثم أومى أبو عبد الله ( عليه السلام ) بيده هكذا ، قال : فأيكم يمسك شوك القتاد بيده ( [2] ) ؟ ثم أطرق مليا ، ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه " . وحدثني محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحيى والحسن بن محمد ، جميعا ، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن الحسن بن محمد الصيرفي ، عن صالح بن خالد ، عن يمان التمار ، قال : " كنا جلوسا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة " ، وذكر مثله سواء ( [3] ) . فمن صاحب هذه الغيبة غير الإمام المنتظر ( عليه السلام ) ؟ ومن الذي يشك جمهور الناس في ولادته إلا القليل وفي سنه ؟ ومن الذي لا يأبه له كثير من الخلق ولا يصدقون بأمره ، ولا يؤمنون بوجوده إلا هو ؟ أوليس الذي قد شبه الأئمة الصادقون ( عليهم السلام ) الثابت على أمره والمقيم على ولادته عند غيبته مع تفرق الناس عنه ويأسهم منه ، واستهزائهم بالمعتقد لإمامته ، ونسبتهم إياهم إلى العجز وهم الجازمون المحققون المستهزؤون غدا بأعدائهم ، بخارط شوك القتاد بيده والصابر على شدته ، وهي هذه الشرذمة المنفردة عن هذا الخلق الكثير المدعين للتشيع الذين تفرقت بهم الأهواء وضاقت قلوبهم عن احتمال الحق والصبر على مرارته ، واستوحشوا من التصديق بوجود الإمام مع فقدان شخصه وطول غيبته
[1] القتاد : شجر صلب شوكه كالأبر . وخرط القتاد هنا كناية عن ارتكاب الأمور الصعاب . [2] قوله : " ثم أومى . . . بيده " ليس في " ط " . [3] الكافي : 1 / 335 ، ح 1 . إثبات الوصية : 226 . كمال الدين : 343 ، ح 25 . تقريب المعارف : 191 . غيبة الطوسي : 455 ، ح 465 - وفيه : هانئ التمار - . إثبات الهداة : 3 / 442 ، ح 14 وص 472 ، ح 451 . بح ر الأنوار : 51 / 145 ، ح 13 ، و ج 25 / 111 ، ح 21 . بشافة الإسل م : 121 . معجم أحاديث الإمام المهدي ( عليه السلام ) : 3 / 359 ، ح 907 .