نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 349
اللفظ اللغوية لما صح لهم تفسيره ، وأما قول البيضاوي بعد أن ذكر معنى الأولى : وحقيقته محراكم أي مكانكم الذي يقال فيه : هو أولى بكم كقولك : هو مئنة الكرم أي مكان قول القائل : إنه الكريم . أو : مكانكم عما قريب ، من الولي وهو القرب . أو ناصركم على طريقة قوله : تحية بينهم ضرب وجيع . أو متوليكم يتولاكم كما توليتم موجباتها في الدنيا . ا ه . فإنه لا يعني به الحقيقة اللغوية التي نص بها أولا وإنما يريد الحاصل من المعنى ، ويشعر إلى ذلك تقديم قوله : هي أولى بكم . واستشهاده ببيت لبيد الذي لم يحتمل فيه غير هذا المعنى . وقوله أخيرا : مكانكم الذي يقال فيه . إلخ . وإنه أخذ في تقريب بقية المعاني بأنحاء من العناية يناسب كل منها واحدا منهن إلا معنى - الأولى - فإنه لم يقربه من الوجهة اللغوية ، بل أثبته بتقديمه والاستشهاد بالشعر ، وإنما طفق يقربه من وجهة القصد والإرادة . ويقرب منه ما في تفسير النسفي . وقال الخازن : هي مولاكم أي وليكم . وقيل : أولى بكم لما أسلفتم من الذنوب . والمعنى هي التي تلي عليكم لأنها ملكت أمركم وأسلمتم إليها ، فهي أولى بكم من كل شئ ، وقيل : معنى الآية : لا مولى لكم ولا ناصر ، لأن من كانت النار مولاه فلا مولى له . ا ه . أما تفسيره بالولي فلا منافاة فيه لما نرتأيه لما ثبت من مساوقة الولي مع المولى في جملة من المعاني ، ومنها : الأولى بالأمر ، وسيوافيك إيضاح ذلك إنشاء الله ، فيكون القولان محض تغاير في التعبير لا تباينا في الحقيقة . وما استرسل بعد ذلك من البيان فهو تقريب لإرادة المعنى كما أسلفناه . والقول الثالث هو ذكر لازم المعنى سواء كان هو الولي أو الأولى ، فلا معاندة بينه وبين ما تقدمه من تفسير اللفظ . وهناك آيات أخرى استعمل فيها المولى أيضا بمعنى الأولى بالأمر منها : قوله تعالى في سورة البقرة : أنت مولانا . قال الثعلبي في [ الكشف والبيان ] أي ناصرنا وحافظنا وولينا وأولى بنا . وقوله تعالى في سورة آل عمران : بل الله مولاكم . قال أحمد بن الحسن الزاهد الدرواجكي في تفسيره المشهور بالزاهدي : أي الله أولى بأن يطاع .
349
نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 349