responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني    جلد : 1  صفحه : 5


الكتبة ، لا في أصل الفن ، ولو ذهبنا إلى ذكر الشواهد لهذه كلها لخرج الكتاب عن وضعه ، هكذا خفيت الحقيقة بين مفرط ومفرط ، وذهبت ضحية الميول والشهوات .
فواجب الباحث أن يسبر هذا الغور ، متجردا عن النعرات الطائفية ، غير متحيز إلى فئة ، متزحزحا عن عوامل الحب والبغض ، ونصب عينيه مقياس من أصول مسلمة ، يقابل به صفحة التاريخ ، فإن طالته أو قصرت عنه رفضها ، وإن قابلته مقابلة المثل بالمثل اعتمد عليها ، على تفصيل لا يسعه نطاق البحث هيهنا .
أهمية الغدير في التاريخ لا يستريب أي ذي مسكة في أن شرف الشئ بشرف غايته ، فعليه إن أول ما تكسبه الغايات أهمية كبرى من مواضيع التاريخ هو ما أسس عليه دين ، أو جرت به نحلة ، واعتلت عليه دعايم مذهب ، فدانت به أمم ، وقامت به دول ، وجرى به ذكر مع الأبد ، ولذلك تجد أئمة التاريخ يتهالكون في ضبط مبادئ الأديان وتعاليمها ، وتقييد ما يتبعها من دعايات ، وحروب ، وحكومات ، وولايات التي عليها نسلت الحقب والأعوام ، و مضت القرون الخالية ( سنة الله في الذين خلوا ولن تجد لسنة الله تبديلا ) وإذا أهمل المؤرخ شيئا من ذلك فقد أوجد في صحيفته فراغا لا تسده أية مهمة ، وجاء فيها بأمر خداج ، بتر أوله ، ولا يعلم مبدءه ، وعسى أن يوجب ذلك جهلا للقارئ في مصير الأمر ومنتهاه .
إن واقعة ( غدير خم ) هي من أهم تلك القضايا ، لما ابتنى عليها وعلى كثير من الحجج الدامغة ، مذهب المقتصين أثر آل الرسول صلوات الله عليه وعليهم ، وهم معدودون بالملايين ، وفيهم العلم والسؤدد ، والحكماء ، والعلماء ، والأماثل ، ونوابغ في علوم الأوايل والأواخر ، والملوك ، والساسة ، والأمراء ، والقادة ، والأدب الجم ، والفضل الكثار ، وكتب قيمة في كل فن ، فإن يكن المؤرخ منهم فمن واجبه أن يفيض على أمته نبأ بدء دعوته ، وإن يكن من غيرهم فلا يعدوه أن يذكرها بسيطة عندما يسرد تاريخ أمة كبيرة كهذه ، أو يشفعها بما يرتئيه حول القضية من غميزة في الدلالة ، إن كان مزيج نفسه النزول على حكم العاطفة ، وما هنالك من نعرات طائفته ، على حين أنه لا يتسنى له

5

نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست