فما تنتظرون ؟ أما ترون [ إلى ] أطرافكم قد انتقصت ، وإلى أمصاركم 1 قد افتتحت ، وإلى شيعتي بها بعد قد قتلت ، وإلى مسالحكم تعرى 2 ، وإلى بلادكم تغزى ، أنتم ذوو عدد كثير ، وشوكة وبأس شديد 3 ، فما بالكم ؟ لله أنتم ! من أين تؤتون ؟ وما لكم [ أنى ] تؤفكون ؟ ! وأنى تسحرون ؟ ! ولو أنكم عزمتم وأجمعتم لم تراموا ، ألا إن القوم قد اجتمعوا 4 وتناشبوا 5 وتناصحوا وأنتم قد ونيتم وتغاششتم وافترقتم ، ما أنتم إن أتممتم عندي على ذي سعداء 6 فأنبهوا نائمكم واجتمعوا 7 على حقكم ، وتجردوا
1 - كذا في نهج البلاغة أما الأصل وشرح النهج والبحار : " وإلى مصركم " . أقول : المورد الأول من القطعة التي نقلها السيد ( ره ) في النهج وأشرنا إليه في ص 305 هذا ( ونص عبارته في ج 4 شرح النهج الحديدي ص 191 ) : " ألا ترون إلى أطرافكم قد انتقصت ، وإلى أمصاركم قد افتتحت ، وإلى ممالككم تزوى ، وإلى بلادكم تغزى " . ولا يخفى أن ما ذكره السيد ( ره ) من أن عليا عليه السلام قد كتب هذا الكتاب إلى أهل مصر لما ولى مالكا عليهم لا يستقيم على نسخة " مصركم " فإن قوله ( ع ) " قد افتتحت " يدل صريحا على أن هذا الكتاب صادر عنه ( ع ) بعد فتح مصر وأنت خبير بأن مالكا ( ره ) قد استشهد قبل افتتاحها . لا يقال : إن إضافة مصر تخرجها عن العلمية فيكون المراد من " مصركم " غير المعهود ، فإنا نقول : الإضافة ليست بقصد التنكير بل الإضافة هنا كما يومي إليه سياق الكلام للاختصاص بمعنى أن مصر قد كانت لكم . 2 - قال المجلسي ( ره ) : " قوله ( ع ) : وإلى مسالحكم تعرى ، أي ثغوركم خالية عن الرجال والسلاح " . 3 - في الأصل : " ذو وعدد كثير وشوكة شديدة أولوا بأس مخوف " . 4 - في شرح النهج : " قد تراجعوا " . 5 - في شرح النهج : " وتناسبوا " ففي القاموس : " تناشبوا تضاموا وتعلق بعضهم ببعض ، ونشبه الأمر كلزمه زنة ومعنى " وفي النهاية : " في حديث العباس يوم حنين : حتى تناشبوا حول رسول الله ( ص ) أي تضاموا ، ونشب بعضهم في بعض أي دخل وتعلق ، يقال : نشب في الشئ إذا وقع فيما لا مخلص له منه ، ولم ينشب أن فعل كذا أي لم يلبث ، وحقيقته لم يتعلق بشئ غيره ولا اشتغل بسواه " . 6 - في شرح النهج : " ما إن أنتم إن ألممتم عندي على هذا بسعداء " وفي البحار : ما أنتم إن أتممتم عندي على هذا بمنقذين " يقال : تم على أمره أمضاه ومنه تم على صومك أي أمضه " ويقال : ألم بالقوم وعلى القوم أتاهم ونزل بهم وزارهم زيارة غير طويلة " . 7 - في شرح النهج : " فنبهوا نائمكم وأجمعوا " وفي البحار : " فانتهوا عما نهيتم وأجمعوا " .