ولا ينقصان 1 من رزق ، فإن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان في نفس أو أهل أو مال ، فإذا كان لأحدكم نقصان في ذلك وهو يرى 2 لأخيه عفوة 3 فلا يكونن له فتنة فإن المرء المسلم ما لم يفش 4 دناءة يظهر فيخشع لها إذا ذكرت وتغرى بها لئام الناس كان كالياسر الفالج ينتظر أول فوزة من قداحه يوجب له بها المغنم ويذهب عنه بها المغرم ، فذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر إحدى الحسنيين إما داعى الله فما عند الله خير له ، وإما رزق من الله واسع ، فإذا هو ذو أهل ومال ومعه [ دينه و ]
1 - كذا في البحار لكن في الأصل : " ولا ينقص " . 2 - في الأصل : " يوارى " وهو تصحيف " أو رأى " أو : " وهو يرى " كما في المتن . 3 - في نهج البلاغة بعد نقل هذه الخطبة كما أشرنا إليها وفيها العبارة هكذا : " فإذا رأى أحدكم لأخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس " قال الرضي ( ره ) - : أقول : " الغفيرة ههنا الزيادة والكثرة من قولهم للجمع الكثير الجم الغفير والجماء الغفير ، ويروى : عفوة من أهل أو مال ، والعفوة الخيار من الشئ يقال : أكلت عفوة الطعام أي خياره " ونقلها المجلسي ( ره ) في المجلد الثالث والعشرين من البحار في باب الاجمال في طلب الرزق ( ص 13 ، س 22 ) وقال الزبيدي في تاج العروس : " عفا النبت وغيره كثر وطال وأرض عافية لم يرع نبتها فوفر وكثر ، وعفوة المرعى ما لم يرع فكان كثيرا ، وعفوة الماء جمته قبل أن يستقى منه ، وعفوة المال والطعام والشراب بالفتح والكسر خياره وما صفا منه وكثر ، ويقال : ذهبت عفوة هذا النبت أي لينه وخيره كما في الصحاح " . 4 - كذا في الأصل بالفاء فهو من باب الأفعال أي من الافشاء بمعنى الإظهار لكن في البحار وشرح النهج : " لم يغش " ( بالغين المعجمة ) .