وليته مصر كان رجلا لنا مناصحا 1 وعلى عدونا شديدا ، فرحمة الله عليه وقد استكمل أيامه ولاقى حمامه ونحن عنه راضون ، فرضي الله عنه وضاعف له الثواب وأحسن له المآب ، فأصحر 2 لعدوك ، وشمر للحرب ، وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة 3 ، وأكثر ذكر الله والاستعانة به والخوف منه يكفك ما أهمك 4 ويعنك على ما ولاك ، أعاننا الله وإياك على ما لا ينال إلا برحمته ، والسلام . فكتب إليه عليه السلام محمد بن أبي بكر - رضي الله عنه - جوابه . بسم الله الرحمن الرحيم ، لعبد الله أمير المؤمنين [ علي من محمد بن أبي بكر ] سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد . فقد انتهى إلي كتاب أمير المؤمنين وفهمته وعرفت ما فيه وليس أحد من الناس أشد على عدو أمير المؤمنين
1 - في الطبري : " نصيحا " . وفي النهج : " ناصحا وعلى عدونا شديدا ناقما " . 2 - في الطبري : " اصبر " ، قال ابن الأثير في النهاية : " في حديث علي - رضي الله عنه - فأصحر لعدوك على وامض على بصيرتك ، أي كن من أمره على أمر واضح منكشف من : أصحر الرجل إذا خرج إلى الصحراء " وقال ابن أبي الحديد في شرحه : " وأصحر لعدوك أي أبرز له ولا تستتر عنه بالمدينة التي أنت فيها ، أصحر الأسد من خيسه إذا خرج إلى الصحراء " . 3 - صدر آية 125 من سورة النحل . 4 - في الطبعة الحديثة من شرح النهج : " همك " وهو بمعناه ففي المصباح - المنير للفيومي : " الهم الحزن وأهمني الأمر بالألف أقلقني ، وهمني هما من باب قتل مثله " .