نام کتاب : العوالم ، الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ عبد الله البحراني جلد : 1 صفحه : 435
فوالله ما فريت إلا جلدك ، ولا جززت 1 إلا لحمك ، ولتردن على رسول الله صلى الله عليه وآله بما تحملت من سفك دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ، ويلم شعثهم ، ويأخذ بحقهم ، " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون " 2 ، [ و ] حسبك بالله حاكما ، وبمحمد صلى الله وعليه وآله خصيما ، وبجبرئيل ظهيرا ، وسيعلم من سوى لك 3 ومكنك من رقاب المسلمين ، بئس للظالمين بدلا ، وأيكم شر مكانا وأضعف جندا . ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لاستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك وأستكبر 4 توبيخك ، لكن العيون عبرى ، والصدور حرى ، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفرها 5 أمهات الفراعل ، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما ، حين لا تجد إلا ما قدمت [ يداك ] وما ربك بظلام للعبيد ، فإلى الله المشتكى وعليه المعول ، فكد كيدك واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تمبت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا ترحض عنك عارها ، وهل رأيك إلا فند ، وأيامك إلا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين . فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة [ والمغفرة ] ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، و نسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود [ و ] حسبنا الله ونعم الوكيل . فقال يزيد لعنه الله : يا صيحة تحمد من صوائح * ما أهون الموت على النوائح قال : ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم ، فقالوا : " لا تتخذ [ ن ] من كلب سوء جروا " 6 ، فقال له النعمان بن بشير : انظر ما كان الرسول يصنعه بهم فاصنعه بهم 7 .
1 - في المصدر : ولا حززت . 2 - آل عمران : 169 . 3 - في المصدر : سول لك . 4 - في المصدر : وأستكثر . 5 - في البحار : وتعفوها . 6 - مثل أصله " لا تقتن من كلب سوء جروا " ، راجع مجمع الأمثال ج 2 ص 226 تحت الرقم 3555 . 7 - اللهوف ص 76 والبحار : 45 / 133 .
435
نام کتاب : العوالم ، الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ عبد الله البحراني جلد : 1 صفحه : 435