نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 300
ب : العلوم الواجب طلبها وجوبا كفائيا [1] كل علم مقدمة للبناء وتأمين الحاجات الاجتماعية ، وبغيره لا يستطيع المجتمع مواصلة حياته ، أو أنه يواجه مشكلة جادة ، أو لا يتمكن من الدفاع عن نفسه في مقابل الهجوم المحتمل للعدو ، فإن طلبه واجب كفائي على كل مستطيع . أي يجب على جميع الذين لديهم الاستعداد لطلب ذلك العلم أن يتعلموه . ولكن إذا نهض عدد منهم - بحد الكفاية - لتعلمه ، سقط التكليف عن الآخرين . على هذا الأساس ، تتباين الاختصاصات التي يكون طلبها واجبا كفائيا تبعا لحاجات المجتمع في أزمنة متفاوتة . مثلا ، عندما لا يحتاج المجتمع الإسلامي إلى علم الذرة ، فلا وجوب في تحصيله . ولكن إذا احتاج إليه من أجل الدفاع عن نفسه ، فطلبه واجب كفائي ، حسب الآية الكريمة : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " . وإذا كان عدد المستعدين لطلبه محدودا ، وعجز الآخرون عن ذلك ، فإن الوجوب الكفائي يتبدل إلى وجوب عيني عليهم . 2 - التعلم المستحب كل علم يمثل مقدمة لتقوية البنية المادية أو المعنوية للفرد أو المجتمع ، ولكن تركه لا يهدد الحاجات الأساسية للإنسان فتعلمه ممدوح ومستحب . وإذا تعلمه المرء بدافع إلهي فهو مثاب ومأجور عند الله تعالى . ويعد تعلم العلوم الخارجة عن الحاجات الضرورية للمجتمع ، من مصاديق التعلم الممدوح . 3 - التعلم الحرام كل علم يبعث على الفساد ويضر الفرد أو المجتمع فتعلمه حرام من منظور إسلامي ، كالسحر ، والكهانة ، والنجوم التي كانت شائعة في غابر التاريخ . وكذلك
[1] الواجب الكفائي هو ما يكلف به عامة المكلفين ، ويسقط بفعل البعض له عن الباقين .
300
نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 300