نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 280
المضلون " ( 1 ) . وورد أيضا أن عمر بن الخطاب سأل كعبا : إني أسألك عن أمر فلا تكتمني ، قال : لا والله ، لا أكتمك شيئا أعلمه ، قال : ما أخوف شئ تخافه على أمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : أئمة مضلين ، قال عمر : صدقت ، قد أسر إلي ذلك وأعلمنيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " ( 2 ) . إن لأئمة الضلال خطرا على الاسلام ودورا في إعادة المسلمين إلى عصر الجاهلية إلى الحد الذي جعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤكد في حديث معتبر ومتفق عليه بين المسلمين أنه : " من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية " . ومعنى هذا أن في وجود أئمة العدل والحق ضمانا لاستمرار عصر العلم ، أي عصر الاسلام الحقيقي ، وبانعدام تلك الزعامة ينقلب المجتمع الإسلامي إلى ما كان عليه في الجاهلية الأولى . لقد تحققت هذه الواقعة المريرة في تاريخ الاسلام ، وأضحت المجتمعات الإسلامية ، بل مجتمعات العالم بأسرها ، تتخبط في مستنقع الجاهلية الحديثة على الرغم مما أحرزته من تقدم باهر في مجال العلوم التجريبية ( 3 ) . كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قدم البشرى لبني الانسان في أن لهذا العهد نهاية أيضا ، إذ ستنمحي كل مخلفات الجاهلية من العالم بأسره عند قيام إمام من آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو المهدي الذي سيضاء العالم كله بنور العلم الحقيقي بفضل زعامته وهدايته ، ويطوى بساط الفساد من وجه المعمورة ، وتسود العدالة كل الكون . وقد خصصنا الفصل الثامن من هذا الكتاب لبيان هذه البشائر . نأمل أن يكون انبعاث الاسلام من جديد في إيران من جملة إرهاصات تحقق هذا الحلم .
( 1 - 2 ) كنز العمال : 10 / 188 / 28986 و ج 5 / 756 / 14293 . ( 3 ) أنظر كتاب العلم والحكمة / المدخل .
280
نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 280