نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 278
كانت نبوته والتعاليم التي جاء بها من قبل الله تعالى لتنظيم شؤون الحياة تطابق الموازين العقلية والمعايير العلمية ، وحتى إن العلماء لو عن لهم تقصي حقائقها لثبت لهم بكل جلاء صدق ارتباطه بمبدأ الوجود : * ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ) * [1] . وانطلاقا من هذه الرؤية ، كان يحذر الناس بشدة من اتباع ما لا علم لهم به ويتلو عليهم الآية الكريمة : * ( ولا تقف ما ليس لك به ى علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) * [2] . تحذير قرآني كثيرا ما يؤكد القرآن على ضرورة استمرار نهضة الاسلام العلمية والثقافية ويحذر المسلمين لئلا يعودوا بعد الرسول إلى ما كانوا عليه في عهد الجاهلية ، بقوله : * ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) * [3] . وتعني هذه الآية ، وكذلك الآية 33 من سورة الأحزاب : * ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) * وفقا لتفسير الإمام الباقر ( عليه السلام ) : " أي سيكون جاهلية أخرى " إشارة إلى عودة الجهل في تاريخ الاسلام ، حتى إنه صلوات الله عليه قال في هذا الصدد : " بعثت بين جاهليتين ، لأخراهما شر من أولاهما " [4] . أسباب النكوص توجد ثمة قضية ذات أهمية ولا بد من تسليط الأضواء عليها ، وتلك هي معرفة أسباب النكوص إلى عهد الجاهلية ، وهو ما عبر عنه القرآن بالانقلاب
[1] سبأ : 6 . [2] الإسراء : 36 . [3] آل عمران : 144 . [4] الأمالي الخميسية : 2 / 277 عن حصين بن مخارق عن الإمام الكاظم عن آبائه ( عليهم السلام ) .
278
نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 278