نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 27
الآخر قشره الظاهري حسب . في الاستخدام الأول هنالك تلازم بين العقل والعلم كما روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : " العقل والعلم مقرونان في قرن لا يفترقان ولا يتباينان " [1] . وعلى هذا الأساس لا يوجد ثمة فارق بين العالم والعاقل ، وذلك لأن العاقل عالم ، والعالم عاقل ، حيث قال تعالى في كتابه الكريم : * ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) * [2] . أما في الاستخدام الثاني فهنالك تفاوت بين العاقل والعالم ، والعلم بحاجة إلى العقل ، فقد يكون هناك عالم ولكنه غير عاقل ، وإذا اقترن العلم بالعقل كان ذا فائدة للعالم وللعالم . أما إذا تجرد من العقل فلا خير فيه ، بل ولا يخلو في مثل هذه الحالة من الضرر والخطر . خطر العلم بلا عقل : قال الإمام علي ( عليه السلام ) في هذا المعنى : " العقل لم يجن على صاحبه قط ، والعلم من غير عقل يجني على صاحبه " [3] . وفي عالم اليوم تطور العلم غير أن العقل تناقص . والمجتمع الحالي يمثل مصداقا لمقولته ( عليه السلام ) حين يقول : " من زاد علمه على عقله كان وبالا عليه " ، وهو أيضا مصداق لهذا البيت : إذا كنت ذا علم ولم تك عاقلا * فأنت كذي نعل وليس له رجل [4] لقد أصبح العلم في العصر الراهن - نتيجة لابتعاده عن العقل - سببا لاضطراب وفساد وانحطاط المجتمع البشري ماديا ومعنويا ، بدلا من أن يكون عاملا لاستقراره ورفاهه وتقدمه وتكامله على الصعيدين المعنوي والمادي ، حيث تحول