نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 48
فبعث أمير عمان باستحضاره إلى اليمن من طريق البصرة . فحدّث هذا الشيخ قال : كنت مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالكوفة وقد شكا الناس إليه أمر الفرات وأنّه قد أتى بما لا يحتمله ، وقالوا : نخافُ يا أمير المؤمنين أن تهلك ضياعنا ومزارعنا ، فقال : " ما تحبّون ؟ " قالوا : تسأل الله تعالى أن ينقصه عنّا ، فقال : " حبّاً وكرامة " . ثمّ وثب أمير المؤمنين قائماً ودخل حجرته والناس بعضهم جلوس وبعضهم وقوف ينتظرونه ، فلم يلبث إذ خرج وعليه جبّةُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعمامتُه ورداؤه وإزارُه ونعلُه وخاتمُه ، وبيده قضيبه ، وهو أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فدعا بفرس وركبه وسار وأولاده معه وجميع الناس عن يمينه ويساره حتّى وردوا إلى الفرات ، فنزل وأتى على ركعتين خفيفتين ، فقام وأخذ القضيب ومشى على الجسر والناس ينظرون إليه ، وليس معه على الجسر غير الحسن والحسين وأنا ، فقال : " هكذا " وأهوى إلى الماء بالقضيب ، فنقص الفرات ذراعاً والناس ينظرون ، فقال : " معاشر الناس ، أنجزتكم ؟ " فقالوا : زيادة يا أمير المؤمنين . فقام قائماً ثمّ جلس وأهوى بالقضيب إلى الماء ، فنقص الفرات ذراعاً آخر ، فقال : " أنجزتكم ؟ " قالوا : حسبك يا أمير المؤمنين ؛ فإنّه إن نقص أكثر من هذا أضرّ بنا . فقام وركب فرسه وأقبل على الناس وقال : " والذي نفس محمّد بيده ، لو سألتموني أن أنقص الفراتَ لنقصته حتّى أُريكم حيتانه وما في قعره ! " . فقال قوم : صدقت يا أمير المؤمنين ، وقال آخرون : أسِحْر هذا أم كهانة ؟ فبلغ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلمّا كان يوم الجمعة ، خطب الخطبة وذكر فيها : " إنّ أُناساً قالوا : أسِحرٌ ما أتيته ؟ ! كذبوا وأيم الله ! إنّا أُناس اختصّنا الله لنفسه وأوجب حقوقنا على خلقه ، ما سألناه قطّ حاجة إلاّ قضاها ، ولا دعوناه على عدوّ إلاّ كفانا " ( 1 ) .
1 . لم نعثر على نصّه في المصادر المتوفرة لدينا ، ولكن روى نحوه ابن طاووس في كتاب اليقين : 416 ، الباب 155 عن أبي بصير ، ورواه أيضاً في كشف الغمّة 1 : 275 ؛ والفضائل 1 : 119 ؛ وأخرجه في بحار الأنوار 41 : 236 ، باب 111 ، ح 8 ، عن اليقين ؛ وص 269 ذيل الحديث 24 عن ابن ذكردان الفارسيّ الكنديّ .
48
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 48