نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 156
أغنيت عنّي شيئاً ، لا جرم لا أُكلّمك أبداً . وجاء خالد بن سعيد بن العاص ، وكان له رأي في عليٍّ ، وسمع بعض كلامهما . وقال : اخفض صوتك يا أبا الفضل ، فإنّ أبا سفيان شيخ قريش . قال : إنّه كلّمني وكلّمني ، ولو أردت به سوءاً فمن ذا كان يمنعه منّي ! قال خالد بن سعيد : أنا والله أمنعه ورَغْماً ( 1 ) وجدعاً لمن أراده بسوء ! إنّما أراد الرجل أن يبايع عليّاً . ثمّ جلسا حتّى خرج إليهما عليٌّ ( عليه السلام ) ، فقاما واكتنفاه . قال جابر : وكنت معهم يومئذ ، فقال له خالد بن سعيد : يا أبا الحسن ، أعلمت ما أحدث القوم من البيعة ؟ قال : " لقد أُنبئتُ ذلك ، وأنا لفي شغل بمصابنا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عمّا أحدثوه " . قال له خالد بن سعيد : قد علِمتَ انقطاعي إليك - دون بني أبي - ومحبّتي لك ، فمرني بأمرك ، فأنت والله أحبّ الناس إليّ . وقال أبو سفيان بن حرب : يا عليّ ، ابسط يدك أُبايعك ( 2 ) ، فقد علمتني في الحرب لا أبي وأتثبّط ، فإن تُرِد قتالا فوالله لأملأنّها عليهم خيلا ورجلا . فقال عليّ ( عليه السلام ) لخالد خيراً كثيراً ودعا له بالخير وقال : " لقد علمتك ناطقاً سبّاقاً إلى كلِّ خير ، انصرف ننظر في ذات بيننا ، فعندي من رسول الله عهد ، ولئن بايعني رجال من المسلمين لأطأنّهم بسيفي ، وقليل ما هم " . قال أبو سفيان : اجعل ربقتها ( 3 ) يا عليّ في عنقي . قال عليٌّ ( عليه السلام ) : " امضِ يا أبا سفيان ، وما غناؤك والأمر لمّا يلتئم ! " . قال خالد بن سعيد : فإنّا على أثرك ونصب أمرك ؛ إن قعدت قعدنا وإن نهضت نهضنا .
1 . الرغم - بالتثليث - : الكُره . 2 . الكامل في التاريخ 3 : 209 باختصار . 3 . الرَبقة والرِبقة : العروة في الحبل = يقال : " حلّ ربقته " أي فرج عنه كربته .
156
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 156