نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 152
السلوليّ قال : كان الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب لمّا قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باليمن ، وكان بدريّاً ، فلمّا بلغه بيعة الناس لأبي بكر قال : ما فعل بنو عمّنا بنو هاشم ؟ قيل له : أمّا عليّ ( عليه السلام ) فجلس ببيته بعد أن دعوا إلى البيعة ومشوا إليه فأبى أن يبايع . قال : ثمّ مه ؟ قال : قيل له : أٌخرِج كما يُخرجُ البعير الأجرب ، وأُحرِق بابه ، وصفقَ على يده ( 1 ) وهو كاره . قال الطفيل : اللّهمّ سبحانك لا يعجزك شيءٌ ، لقد رأيتنا ندعوه في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بإمرة المؤمنين ، وما كنتُ أَظنُّ القوم صارفوا هذا الأمر عنه . قال : فمَن اعتزل معه البيعة ؟ قيل له : الزبير والمقداد وسلمان وأبو ذرّ وجماعة لم يؤل أمرهم إلى شيء ، ولقد وَكَّف لفاطمة حماراً ( 2 ) ، فأخرجها وطاف بها على الناس كلّهم ونشدهم حقّها وحقّه ، فما أجابهما أحد . قال : فبكى الطفيل فقال : ما فعل الرجلان : عبّاس وعقيل ؟ قيل له : لم يعينا شيئاً . فقال الطفيل ( رحمه الله ) : أهل مبلغٌ عنّي على النأي هاشماً * مغلغلةً ضاقتْ بها حرج الصدر أمرنا إليكم ما أتى من ظلامة * وفيكم وصيّ المصطفى صاحبُ الأمر وقل لطليقيهم عقيل وعمّه * ألا تغسلا عارَيكما اليومَ في بدر ألا ترجعاها عودة بعد مدّة * فما لكما ألاّ تجيبان من عذر أمن قلّة فالقلّ قد يُبْتَغى به * ولا عذر عند اللّه في طلب الكثر ولو أسد الله استمرّت حياته * لأغنى عباد الدين في العسر واليسر ولو ذو الجناحين الطويل نجادُه * لها الأروع الرحب الوسيعة والصدر
1 . صَفَقَ على يده ، وصَفَقَ يَدَه بالبيعة : ضرب يده على يده ، وذلك علامة وجوب البيع . 2 . وكَّفَ الحمارَ : وضع عليه الوكاف .
152
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 152