responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي    جلد : 1  صفحه : 144


- صلوات الله عليه - وسيفه وعمامته ؛ فأقبلا حتّى جلسا بين يدي أبي بكر ، فافتتح العباس الكلام .
فقال له أبو بكر : لا تعجل يا أبا الفضل ، فإنّي سائلك عن أمر لست أسألك إلاّ وأنا عالم به : أنشدك بالله ! هل تعلم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جمع بني عبد المطلب وأولادهم وأنت فيهم فقال : " يا بني عبد المطلب ، إنّه لم يبعث الله نبيّاً إلاّ وجعل له [ أخاً و ] وزيراً ووارثاً ووصيّاً ( من قومه ) ( 1 ) وخليفة من أهل بيته ، فمن يقوم منكم يبايعني على أنّه يكون أخي ووزيري ووارثي ( 2 ) وخليفتي في أهلي " ، فلم يقم أحد منكم ! فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " [ يا بني عبد المطلب ] كونوا في الإسلام رؤوساً ولا تكونوا أذناباً ، والله ليقومنّ قائمكم وليكوننَّ في غيركم ، ثمّ لتندموا من بعد " ، فقام عليٌّ من بينكم فبايعه على ما شرط له ودعاه إليه ، تعلم أنّ هذا جرى من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ !
فقال له العباس : نعم ، والحجّة في هذا عليك ! وإلاّ فما أقعدك في مجلسك هذا ؟ !
ولِمَ تقدّمت وتأمّرت عليه ؟ !
فأطرق أبو بكر وتشاغل بشيء آخر ، ونهض عليّ آخذاً بيد العبّاس وهو يقرأ :
( وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض ) ( 3 ) إلى آخر الآية .
وروي أنّهما قدما على عمر بعدما صار الأمر إليه ، فقال لهما عمر : أخرجا عنّي ، فهمت يا بني عبد المطّلب ؛ هذا الذي فعله العبّاس إنّما فعله توبيخاً لأبي بكر وتهجيناً له وتنبيهاً على أنّه غاصب حقّ عليّ ( عليه السلام ) ، وكان عليٌّ والعبّاس في هذه الصورة مثل الخصمين اللذين دخلا على داود ، ولا يخفى هذا على من صحّ لبُّه ومال إلى الهدى ، والله أعلم !


1 . لم يرد في بشارة المصطفى . 2 . في بشارة المصطفى بدل " وارثي " " وصيّي " . 3 . ص ( 37 ) : 24 . والخبر رواه في بشارة المصطفى : 220 باختصار ، وأخرج نحوه في بحار الأنوار 29 : 67 / 1 عن الاحتجاج ومثله في مناقب ابن شهرآشوب 3 : 49 .

144

نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست