نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 121
[ قال : ] ومكثنا كذلك زماناً ، وكان أفضل مَنْ لقيت ، وكنت آنس به ، وكان من فضله أن يخرج بغنمه يرعى وينزل بالمكان الجدب ( 1 ) فيصير ما حواليه أخضر ! وكان إذا جاء المطر جعل غنمه حوله وصنع مثل الإكليل ( 2 ) فلم يصب خيمته وغنمه شيء من الأذى ! وإذا جاء الصيف كان على رأسه أينما توجّه سحابة تظلُّه ! وكان بيّن الفضل ، كثير الصوم والصلاة . [ قال : ] فحضرته الوفاة [ فدعيت إليه ] فقلت له : ما سبب مرضك ولم أعلم به ؟ قال : ذكرت خطيئة كنت أتيتها في حداثة سنّي ، فغشي عليّ وأورثني ذلك ما تراه من المرض ، وإنّي موصيك ومستودعك إن لقيت محمّداً نبيّ الرحمة فأَقْرِئه مِنِّي السلام ، وإن لقيتَ وَصِيَّهُ فأبلغه سلامي ، ومات إلى رحمة الله تعالى . [ قال الديرانيّ : ] وإنّي موصيكم ( 3 ) إلى وصيِّ أحمد مِنِّي ومن صاحبي السلام . قال سهل بن حنيف : فلمّا رجعنا إلى المدينة أَتَيْتُ عليّاً ( عليه السلام ) وأخبرته خبر الديرانيّ وما جرى لنا معه وخبر خالد ، وما حملنا الديرانيّ إليه منه وعن صاحبه . [ قال : ] فَقَالَ : " وَعَلَيْهِمَا السلام ، وعَلَيْك يا سَهْلُ السّلامُ " وما رَأَيْته أكثَرْتَ بما أَخْبَرته مِنْ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ وما قَالَ ، ومَا رَدَّ عَلَيْهِ فِيهِ شَيْئاً ، إلاّ أنّه قَالَ : " يا سَهْلُ ، إِن اللّهَ تَبارَك وتَعالى بَعَثَ مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فَلَمْ يَبْقَ بَيْنَ السَّماءِ والأَْرْضِ شَيْءٌ إِلاّ عَلِمَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلاّ أَشْقَى الثَّقَلَيْن وعُماتهما ، وَلَمْ يَبْقَ فَوْق الأرض شيءٌ إلاّ عَلِمَ أنّي وَصِيُّ رسول الله وأخوه إلاّ أشقى الثقلين وعُصاتهما " . قال سهل : فعبرنا زماناً ونسيت ذلك ، فلمّا كان من أمر عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وما كان من معاوية ورجعنا من صفّين نزلنا أرضاً قفراً ليس بها ماء ، فشكونا ذلك إلى أمير المؤمنين ، فانطلق يمشي على قدميه فانتهى إلى موضع كأنّه يعرفه ، فقال :
1 . المِجْداب : الأرض التي لا تكاد تخصِب . 2 . في المصدر : " فيصير حول غنمه وخيمته مثل الإكليل من أثر المطر " . 3 . في المصدر : " مودّعكم " .
121
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 121