نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 115
قلت : وكيف تردّد عمّار وحذيفة في أمرهما ( 1 ) بعدما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى تولّياهما ؟ قال : إنّهما أظهرا بعد ذلك التوبة والندامة ، وادّعى عجلُهم منزلةً وشهد لهم سامريّهم والثلاثة معهم بأنّهم سمعوا ذلك من رسول الله وقالوا : هذا أمر قد حدث بعد الأوّل ، فشكّا فيمن شكّ منهم ، إلاّ أنّهما قد تابا وندما وعرفا وسلّما لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) . قال سليم : فلقيت عمّاراً في خلافة عثمان بعدما مات أبو ذر ( رحمه الله ) فأخبرته بما قال أبو ذر لي ، فقال : صدق [ أخي ] أبو ذر ، [ إنّه لأبرّ وأصدق من أن يحدّث عن عمّار بما لا يسمع منه . فقلت : أصلحك الله ، أتصدّق أبا ذرّ ؟ قال : أشهد لقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ ولا أبرّ " . قلت : يا نبيّ الله ، ولا أهل بيتك ؟ قال : " إنّما أعني غيرهم من الناس " ] . ثمّ لقيت حذيفة بالمدينة ( 2 ) - ورحلت إليه من الكوفة - فذكرت ذلك له وما قال أبو ذرّ ، فقال : سبحان الله ! أبو ذرّ أصدق وأبرُّ من أن يحدّث عن عمّار ما لم يسمعه منه . فقلت له : أصلحك اللّه : أتصدّق أبا ذر ؟ قال : أشهد أنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء [ على ذي لهجة ] أصدق ولا أبرّ من أبي ذر الغفاري " . فقلت أنا - وعمّار يسمع - : يا نبي الله ولا أهل بيتك ؟ فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إنّما أعني في ذلك [ غيرهم ] من الناس " ( 3 ) .
1 . في المصدر - في الموارد الثلاثة - : " هم " بضمير الجمع . 2 . في المصدر : " بالمدائن " . 3 . كتاب سليم بن قيس ، الحديث العشرون ؛ وروى شطراً منه المفيد في الإرشاد ج 1 ، ص 47 عن معاوية بن ثعلبة ؛ وعنهما في بحار الأنوار 28 : 127 ذيل الحديث 7 و 38 : 331 / 68 .
115
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 115