نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 53
الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عمر قال : بينما أنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في نخل المدينة وهو يطلب عليّاً إذ انتهى إلى حائط فاطّلع فيه فنظر إلى عليّ [ وهو يعمل في الأرض وقد أغبارّ ، فقال له : " ما ألوم الناس إن يكنُّوك بأبي تراب " . قال ابن عمر : فلقد رأيت عليّاً تمعّر وجهه وتغيّر لونه واشتدّ ذلك عليه ، فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ] : " ألا أُرضيك يا عليّ ؟ " قال : " بلى يا رسول الله ، صلّى الله عليك " فقال : " أنت أخي ووزيري وخليفتي [ بعدي ] في أهلي ، تقضي ديني وتبرئ ذمّتي ، من أحبّك في حياتي فقد قضى الله [ له ] بالجنّة ، ومن أحبّك في حياة منك بعدي فقد ختم [ الله ] له بالأمن والأمان ، ومن أحبّك بعدك ولم يرَكَ ختم الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ومن مات وهو باغضك مات ميتة جاهليّة ، يهوديّاً أو نصرانيّاً ، لا يحاسبه الله بما عمل في الإسلام " ( 1 ) . وهذا الخبر يعضد الأوّل . ومن العجب أنّ ابن عمر يروي مثل ذلك ويمتنع من البيعة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثمّ يدخل إلى الحجّاج ليلا ويقول له : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " من مات ولم يعرف له إماماً مات ميتة الجاهليّة " قد جئت لأُبايعك لعبد الملك بن مروان ! ! فتشاغل الحجّاج ودفع إليه رجليه وقال : يدي مشغولة ورجلي يبايعك ! استهانة منه بما أتى به ، ثمّ قال : يا أهل المدينة ، هذا أزهد أهل زمانكم قعد عن بيعة عليّ بن أبي طالب بيده وجاء يبايع لعبد الملك برجل الحجّاج .
1 . رواه الصدوق في علل الشرايع 1 : 188 ، باب 125 العلّة التي من أجلها كنّي أبا تراب ، ح 4 ، وعنه البحار 35 : 49 - 50 / 2 ، الباب الثاني : أسماؤه . . . ؛ ومناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي 1 : 320 الباب السابع والعشرون ، ح 242 .
53
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 53