نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 52
ورجال من الأنصار ، فرأيت عليّاً كاللّيث يتّقي الزرق ( 1 ) ، فأخذ كفّاً من حصى الأرض فرمى في أقفيتنا ، ثمّ قال : " إلى أين تفرّون ، إلى أين تفرّون ؟ ! إلى النار ، إلى النار ؟ ! " ثمّ أخذ كفّاً آخر فرمى به في وجوهنا ثمّ قال : " بايعتم ونكثتم وفررتم ، شاهت الوجوه ! " ثمّ مضى مصلتاً سيفه على المشركين فأزلّهم ، ثمّ كرّ نحونا ثانية وفي كفّه صفيحة يقطر منها دماء الموت ، وعيناه كالقدحين المملوئين دماً يتوقّدان ناراً ، وجعل يقول : " إلى أين ، إلى أين ؟ ! إلى النار ، إلى النار ؟ ! والله لأنتم بالقتل أولى ممّن أقتل " . فقلت له من بينهم : يا أبا الحسن ، الله الله ، إنّ العرب تكرّ وتفرّ وإنّ الكرّ يمحو الفرّ ، ولم أزل به حتّى سكن حرده وسكن روْعُه وانصرف عنّا ، فوالله لأجد رعب ذلك اليوم في صدري إلى اليوم ( 2 ) . الحديث الثامن والثلاثون عن جابر [ بن عبد الله ] قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعرفات وعليٌّ تجاهه وأومأ إلى عليّ وقال : " ادنُ منّي " فدنا منه فقال : " ضع خمسك في خمسي " فوضعها ، فقال : " هذه مبايعة لك ، إنّ مَنْ مات وهو لا يتولاّك مات ميتة الجاهلية " ثمّ قال : " يا عليّ ، خلقتُ أنا وأنت من شجرة واحدة ، أنا أصلها وأنتَ فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها دخل الجنّة . يا عليّ ، لولا أنّ أُمّتي صاموا حتّى يكونوا كالحنايا ، وصلّوا حتّى يكونوا كالأوتاد ، وبغضوك ؛ لأكبّهم الله في النار [ على وجوههم ] " ( 3 ) .
1 . في التفسير " الذرّ " . 2 . روى نحوه في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي 1 : 122 ؛ وعنه البحار 20 : 52 ، ح 3 ؛ الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 171 ؛ وبحار الأنوار 41 : 72 - 73 / 3 . 3 . أمالي الطوسي : 611 ، المجلس 28 ، ح 1263 / 11 ؛ وعنه البحار 65 : 69 / 125 .
52
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 52