نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 161
الحديث الثاني عشر والمائة خبر عديّ بن حاتم ( رضي الله عنه ) : وبإسناده عن ابن فضّال يرفعه إلى عديّ بن حاتم أنّه قال : ما رحمت من خلق اللّه أحداً كرحمتي على عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؛ رأيته حين أُتي به إلى بيعة أبي بكر ، فلمّا نظر إلى القبر قال : ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِى وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى ) ( 1 ) . فقالوا : بايع . قال : " فَإن لَمْ أَفْعَلْ ؟ " قالوا : نقتلكَ ! ( 2 ) فقال : " تَقْتُلُونَ إذاً عَبْدَ اللّهِ وأخَا رَسُول اللّه ! ؟ " فمسح القوم على يده وأصابعه مضمومة ولم يستطيعوا بسطها ، وكان عليٌّ يشبه بالأسد ، كان ذراعه مستغلظاً مثل عضده لم يكن بينهما فرق ، وكان إذا قبض قبضته لم يقدر أحد على بسطها ، وكانت له دسيعة كدسيعة السبع ، عظيم مساس المنكبين ، إذا مشى كأنّه السبع يهمهم ، ولقد نادى يوم الجمل نداءً فصعق منه الناس . ولقد سمعته بصفّين يخطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أيّها الناس ، امضوا على بصيرتكم ، وقاتلوا على نوركم ، واعلموا أنّكم لن تقاتلوا تحت راية أهدى من هذه الراية ، ولا قوماً أضّل من أهل الشام ، ألا تحبّون أن تلقوا الله ورسوله غداً وهما عنكم راضيان ؟ ! تقاتلون مع ابن عمّ رسول الله ووصيّه وخليفته على أُمّته . والله لقد رأيتنا نسلّم عليه باسم الخلافة في حياة رسول الله ، فماذا في قتال معاوية وأصحابه ! ؟ وإنّما هم أشباه البهائم ، ثمّ أتى بهم معاوية ليوردهم النار ويشعرهم العار ، وإنّ فاطمة ( عليها السلام ) تنادي عُمَرَ : يا بن السوداء ! والله لولا أن يصيب البلاء من لا ذنب له لدعوت الله أن يطبق عليكم أحشا مكّة والمدينة ، ولوجدت الله سريع الإجابة .
1 . الأعراف ( 7 ) : 150 . 2 . كتاب سليم بن قيس 2 : 593 مع تفاوت .
161
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 161