responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 41


إن قيل : لا تكون السمعيات إلطافا في العقليات إلا إذا علم المكلف كونها إلطافا وداعية وذلك منتف . قلنا : لا نسلم وجوب علمه بكونها إلطافا وداعية ، إذ يجوز أن يعلم الله أن مجرد التكليف بها موجب للانقياد إلى تلك ، على أن العقليات قد يتباعد زمانها كقضاء الدين ، ورد الودايع ، والقيام بجزاء الصنايع ، فتقع الغفلة عن الله فلا بد من مذكر وهو السمعي .
إن قلت : لو كانت السمعيات لطفا لتقدمت على العقليات ، لوجوب تقدم اللطف ، ولو تقدمت لزمت الدور فإن السمعيات إنما تثبت بعد العلم بثبوت الخالق وما يتوقف عليه الارسال من صفاته . قلنا المتقدم هو العلم بالعقليات ، و السمعيات لطف في العمل بها ، على أنا نمنع تقدم العقليات في الخارج على السمعيات ، وإنما تقدمت في الذهن عليها ، فإن العقل لانغماره في الشهوات قد لا يتنبه لتلك المعارف ولا يهتدي لوجوهها ، ومع الرسول بها وإيجابها يتنبه لها ويقرب من تحصيل طرقها فيكون النبي لطفا فيها ، وأيضا فالقدرة على البعثة والداعي إليها حاصلان فتجب لاشتمالها على المصالح والصارف منتف لانتفاء وجوه المفاسد ، و أيضا فاجتماع النوع ضروري وهو مجبول على التغالب ، فيقع التجاذب ، فيقع القتل فيقع العدم المناقض لمراد الخالق من الوجود فيجب رده إلى قانون مقبول هو الشرع والآتي به النبي المميز عنه بالمعجزة ، فوجب النبي وله وجه يتلقى به الوحي الإلهي وآخر يخاطب به النوع الانساني ، وليس لرعيته هذان الوجهان .
إن قلت : لم لا يكون لكل فرد ما للنبي ، فيستغني عنه قلت : الارسال أعظم في تجليل المرسل مما ذكرت ، إذ في عادة الملوك إرسال الرسل والحجاب والاحتجاب عن الرعية ، ليعظم في أعينهم ، ولذا أوصى المعلم الأول ، أرسطاطاليس ، الملك الإسكندر ، بأن لا يظهر على الرعية إلا نادرا ، فجرى الرب الحكيم على ذلك في إرساله لازدياد تعظيمه .
إن قلت : هذا يوجب خفض منزلته عند رسوله . قلت : للرسول نفس قدسية لا يتخيل سقوطه عنده .

41

نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست