ألا وهو سفر عجيب في بابه ، وحيد في شأنه ، فريد في مسابقته ، أودع المصنف الهمام فيه لباب مائتي كتاب من رشحات أقلام أعلام الفريقين وعصارتها ، مع تقديم مقدمة وجيزة في البراهين العقلية على إثبات أصول الاعتقاد بعبائر سهلة ، و قوالب جزلة ، حباه الله بما تقر به العين ، ويثلج الفؤاد . وحيث لم تكن نسخته مطبوعة منتشرة ، وكانت نادرة جدا في خبايا خزائن الكتب تحت أيدي المتصرفين الأشحاء ، لا تصل إليها أيمان أرباب الاستفادة . قيض الله همة الشهم الكريم ، التاجر الكتبي الوجيه ، ذي الفضل والسداد المؤيد لترويج كلمات الأئمة الهداة ، أخينا في الله ، والخليل في مرضاته الحاج الشيخ عبد الكريم المشتهر به : چيت چيان مؤسس المكتبة المرتضوية ببلدة طهران أدام الله أيامه ، وأسعد أعوامه ، ببذل النفقة لطبعه ونشره ، وتوفيره وتكثيره تعميما للنفع ، وطلبا للأجر . وقام العالم الفاضل الموفق لإحياء الزبر الدينية الاقا محمد باقر البهبودي شكر الله مساعيه ، ووفر معاليه بتصحيحه وتنقيحه بالمراجعة إلى النسخ العديدة وأرجو من فضل ربي الرحيم أن يديم توفيق الناشر والمصحح ، وكل من له دخل في هذا المشروع الجميل ، وأن يضاعف أجورهم وحسناتهم آمين آمين . ثم إن الناشر المكرم طلب مني رسالة في ترجمة حياة المؤلف المقدام إحياء لذكره ، وتعريفا بشأنه ، وحيث لم أجد بدا من إسعاف مأموله ، وإنجاح مسؤله ألفت هذه العجالة مع ما بي من تزلزل البال ، وانكسار الحال ، وتراكم الأحزان ولواعج الأشجان ، بحيث أخذ مني الرقاد وسلب الارتياح ، وأسأل الله تعالى أن يكشف عنا غمرات الكروب ، وسميتها به ( رياض الأقاحي في ترجمة العلامة البياضي ) سائلا من فضل المولى سبحانه ، أن يكرمني بقبولها ، وعدها في صفحات أعمالي ، إنه البر الرحيم . فأقول : اسم المؤلف وكنيته ولقبه هو العلامة أبو محمد الشيخ زين الدين علي بن محمد بن يونس العاملي النباطي البياضي العنفجري .