responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 223


ألقى في هويتها مثاله ، فأظهر عنها أفعاله ، وخلق الانسان ذا نفس ناطقة ، إن زكاها بالعلم فقد شابهت جواهر أوايل عللها ، وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد .
وأما المهندسون فقد روي أن رجلين مرا بعبد مقيد فقال أحدهما : إن كان وزن قيده كذا فامرأته طالق ، وقال الآخر بخلافه ، فسألا سيده أن يحله فأبى حله ، فارتفعا إلى عمر فأمرهما باعتزال نسائهما ، وبعث إلى علي فوضع رجليه بالقيد في إجانة وصب الماء عليه ، ثم رفع ووضع الحديد مكانه ، ثم أخرج الحديد ووزنه ، ثم أخرج القيد ووزنه فتعادلا ، فتعجب منه عمر .
وفي المصالت : جاء رجل بآخر وقال : هذا احتلم بأمي ، فقال : أوقفه في الشمس واضرب ظله ، وفي التهذيب قال له رجل : حلفت أن أزن الفيل ، فأدخل الفيل قرقورا [1] وعلم الماء ثم أخرجه ووضع القصب ، فلما وصل الماء إلى العلامة أخرجه ووزن القصب ، وقال : هذا وزن الفيل .
وأما الحساب فذكر الشيخ في النهاية وغيره مسألة الأرغفة وهي مشهورة ووجدنا أن انسانا سأله من الكسور التسعة فقال : هي مضروب أيام أسبوعك في أيام سنتك .
وأما أصحاب الكيمياء فسئل في أثناء الخطبة : هل لها كون ؟ فقال : لها كون وهي كائنة ، قالوا : مم هي ؟ قال : في الزيبق الرجراج ، والأسرب والزاج ، و الحديد المزعفر ، وزنجار النحاس الأخضر ، قيل : زدنا . قال : اجعلوا البعض أرضا والبعض ماء ، وافلجوا الأرض بالماء ، وقد تم ، قيل : زدنا . فقال : لا زيادة إن القدماء الحكماء ما زادوا لئلا يتلاعب الناس به : وفي كلام آخر له : إن الكيمياء أخت النبوة ، وعصمة المروة ، ما في الأرض من شئ إلا وفيه منه أصل وفرع إني لأعلم به من العالمين ، إنه في الزيبق الرجراج ، والذهب والزاج ، والحديد المزعفر ، وزنجار النحاس الأخضر ، تكون إصباغ لا يؤتى على عابرها ، يصلح بعضه ببعض ، فتفتر عن ذهب كاين ، وصبغ غير متباين .



[1] القرقور : السفينة الطويلة أو العظيمة .

223

نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست