responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 169


ولا معنى فيها يوجب ترجيحها ، وادعيت النبوة لمسيلمة ولسجاح وهي امرأة فأي معنى رأى فيهما أتباعهما .
قلنا : إنا لم نقل بأفضلية علي لكونه معبودا بل : لما ظهر من أفعاله مما يبهر العقول : ضل فيه لعدم تحقيق النظر الجهول ، كما ظهر لعيسى من إحياء الأموات ، وإبراء ذوي العاهات ، فرأوا العجز عن ذلك في القوة البشرية ، فوصفوه لذلك بالإلهية . ولم يعلموا أن الكرامات الدالة على الخلوص من الذنوب ، من أكبرها الإجابة من علام الغيوب ، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله إن لله عبادا أطاعوا الله فأطاعهم يقولون للشئ بأمره كن فيكون ، وقد أورد المخالف قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي ( لولا أن تقول طائفة فيك ما قالت في عيسى النصارى ، لقلت فيك . . ) الحديث ، ولما بهر عقول النساء حسن يوسف العظيم ( قلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم [1] ) .
قال ابن أبي الحديد ، في مدحه للسيد المجيد :
تقبلت أفعال الربوبية التي * عذرت بها من شك أنك مربوب وقد قيل في عيسى نظيرك مثله * فخسر لمن عادى علاك وتتبيب وقصده المبالغة في المقال ، لا قبول عذر الضال ، ولا نسلم عدم المعنى في تلك الأصنام ، فإن أكثر المفسرين قالوا : وضعت على صور قوم كرام من الأنام تبركا بشرفهم فلما طالت الأوقات عبدها أولادهم جهلا منهم ، وقيل : إنما وجهوا إلى الأصنام العبادات لأنها صور الكواكب المؤثرات فأرادوا تعظيمها لارتباط منافع العالم السفلي بها ، واستنادها إليها ، فلما تناسلت القرون نسي ذلك في التابعين وصاروا مقلدين ، وأيضا لا يلزم من عدم وجود المعنى فيها عدم وجوده في غيرها و المجتمعون على مسيلمة وسجاح طلبوا الدنيا بهما لا لفضل رأوا فيهما ، كما جرت عوائد أتباع الظلمة لإحراز الأموال وعلو الكلمة .



[1] يوسف : 31 .

169

نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست