responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 116


عهدي الظالمين ) أبطلت إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وجعلها الله في أهل الصفوة والطهارة ، فقال : ( ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ) [1] الآية وقد استوفينا كلام هذين السيدين في باب إبطال الاختيار فليراجع منه .
تنبيه [2] : إن قالوا : معصوم اسم مفعول ، فيكون مجبورا على ترك العصيان في كل آن ، ولا فخر في ذلك على انسان ، قلنا : العصمة الملجئة من الله إنما هي من الغلط والنسيان وأما العصمة التي لا يقع منها عصيان فهي لطف يفعله الله ، لا يوجب الاجبار ، بل يجامع الاختيار ، والانسان يعلم أنه يترك ذنوبا بحسب اختياره فالمعصوم يترك الجميع كذلك ، إما للطف من نفسه بزيادة عقله وعلمه ومداومته على الفكر في أمور معاده ، وملازمته على الطاعات بخلاف غيره ، وإما من الله تفضيلا لا يوجب مشاركة غيره فيه ، لكونه زايدا على القدر الواجب عليه ، فلهذا لا يقال :
لو رزق الله تعالى أحدا ذلك لساواه في العصمة ، ويكون اختصاص المعصوم بهذا لعلمه تعالى بقبول المحل له دون غيره ، وفي هذا نظر لأنه يوجب أن لا يجعل الله للكافر لطفا لعلمه بعدم قبوله إلا أن يقال : الكلام في اللطف المتفضل به ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، أو نقول لا يلزم من وضعه في المحل القابل عدم وضعه في غير القابل ليحتج به على محله ، فلا يلزم العبث في فعله .
إن قيل : فالمعصوم إن لم تنازعه نفسه إلى المعصية فلا مشقة في تركها ، فأحدنا أعظم أجرا منه ، وإن نازعته لم يؤمن أن يكون طاهرا باطنا . قلنا : بل الشهوة الطبيعية موجودة فيه ، والمراد من الطهارة الباطنة عدم إرادة المعصية لا عدم شهوتها وبينهما فرقان ، على أنه لو دلت صيغة ( معصوم ) على المفعول ، لم يكن الله تعالى موجودا لأنها صيغة مفعول ، وهو على الله تعالى محال ، وقد جاء مفعول بمعنى فاعل



[1] الأنبياء : 73 .
[2] تذنيب ، خ .

116

نام کتاب : الصراط المستقيم نویسنده : علي بن يونس العاملي النباطي البياضي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست